بقلم-عبلة الرويني
من دون جائزة البوكر للرواية العربية، ومن دون أي جائزة أخري.. للكاتبة اللبنانية هدي بركات مكانتها المؤكدة علي خريطة الرواية العربية.. الجوائز عموما ليست معيارا لقيمة الكاتب، وليست دليلا علي إبداعه.. وعلي العكس هي ساحة للصفقات والمجاملات والضغوط والحسابات، وكل شيء مباح فيها مهما بلغت صرامة الجائزة وموضوعيتها وتاريخها.. لكن البوكر العربية لا تمتلك تاريخا حسنا، ولا سمعة طيبة موضوعية، ربما هي أكثر الجوائز العربية إعمالا للحسابات والمصالح والمجاملات، رغم أن قيمتها المالية ليست كبيرة، مقارنة بالجوائز العربية الأخري.. لكن ضجيج البوكر أعلي، وصخبها المصحوب بالترويج والترجمة والتسويق للكاتب يخطف السمع والعين..
قبل يومين أعلنت جائزة البوكر وسط جدل يصل إلي حد الفضيحة!!.. ولم يكن لهدي بركات أن تتوج بجائزة البوكر هذا العام عن روايتها القصيرة (بريد الليل) هي من سبق أن صرحت هذا العام وطوال أعوام البوكر السابقة، برفضها الترشح للبوكر، ورفض وضع اسمها موضع اختبار... لكن لجنة تحكيم الجائزة رأت ترشيح رواية هدي بركات، لدعم قائمة الروايات المرشحة للجائزة!!.. وأمام استفتاء لجنة التحكيم، وإصرار ناشر الرواية (دار الآداب) وافقت هدي بركات علي التقدم للجائزة!!
تراجع هدي بركات عن موقفها وقبول الترشح للبوكر، ليس المشكلة لكن الفضيحة في تسريب أحد أعضاء التحكيم لنتيجة الجائزة ومداولات لجنة التحكيم وسجالاتهم العاصفة في مناقشة الروايات المرشحة، واللجوء إلي التصويت!!. كما أن استدعاء لجنة التحكيم لرواية بعينها (غير مرشحة أساسا) وضمها لقائمة الروايات المتنافسة، هو مؤشر مبكر للاختيار، أو هو تدخل صريح لاختيار الفائز بالجائزة!!... ثم تسريب النتيجة ونشرها بالصحف، قبل إعلان الجائزة رسميا بساعات طوال.. هو إساءة للجائزة، وإساءة لمصداقيتها التي تم إهدارها تماما...
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع