بقلم : عبلة الرويني
شيء مؤسف بالفعل، سواء كان نتيجة إهمال أو ضعف كفاءة العاملين والمسئولين، أوعدم توافر الحماية الكافية، أو حتي كان هو الحظ العاثر!!... اشتعال النيران أمس في الواجهة الخلفية للمتحف الكبير بالهرم، والمشيدة بالخشب والفوم العازل، بسبب ماس كهربائي نتيحة أعمال اللحام التي يتم تنفيذها بالموقع.. تصاعد النيران استدعي 12 عربة إطفاء، وتم إخلاء الموقع تماما من العمال.. والحمد لله منطقة الحريق كانت بعيدة تماما عن مناطق الترميم والآثار!
شيء مؤسف بالفعل، لكنه صورة دالة لسوء التخطيط والتنظيم، وفقدان الدقة والانضباط والجدية في إدارة العمل.. صورة لسيادة الاستسهال والاستخفاف والتهاون.. سنوات تم تعطيل العمل في المتحف، وسنوات دون قدرة علي تحديد موعد الافتتاح، أكثر من موعد وأكثر من تأجيل وإخفاق، والأسوأ هو الافتتاحات الناقصة.. قبل عام افتتحت قاعة أو قاعتان، والوعد بافتتاح جزئي في أبريل 2018 ثم التأجيل لإعلان افتتاح جزئي آخر في نهاية 2018 افتتاحات ناقصة لا تليق بالحدث الضخم، لأكبر متحف في العالم.. الحرص علي الافتتاحات الجزئية طبعا لا علاقة له بالمتحف ولا أسلوب العرض ومنهجيته، ولكنه الحرص علي الفعل الاستعراضي أمام الكاميرات، وكتابة اسم الوزير المسئول فوق اللوحة التذكارية!!.. وبينما ننتظر افتتاح المتحف الكبير (جزئيا أو كليا) قامت وزارة الآثار بتأجير 166 قطعة أثرية من مقتنيات توت عنخ أمون للعرض في متاحف العالم لمدة 7 سنوات!!
هذه الإداءات العشوائية وافتقاد الدقة والانضباط.. من الطبيعي أن تحاصرها النيران وتلاحقها الخيبات
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع