بقلم - عبلة الرويني
هو الحدث الأهم هذا الأسبوع، والأكثر دهشة وإثارة.. بعد 60 عاما من الصراع بين الكوريتين (الشمالية والجنوبية) التقي رئيسا الدولتين في (قرية بانمونغوم) بالمنطقة الحدودية منزوعة السلاح، والتي ظلت لسنوات رمزا للتقسيم (الشبيه بسور برلين).. خطا رئيس كوريا الشمالية (كيم جونج أون) أول خطوة، عابرا الخط الأسمنتي الذي لا يتجاوز السنتيمترات بين البلدين، لكنه حرص أيضا علي دعوة الرئيس الكوري الجنوبي(مون جية إن) لعبور رمزي مماثل للخط الأسمنتي إلي الشمال، قبل أن يعودا الإثنان إلي الجانب الجنوبي لبدء مباحثاتهما!!.. خطوات كوريا الشمالية ربما بدت هي الأسرع نحو التقارب والمصالحة، بدأتها بالرياضة حين أقدم رئيس كوريا الشمالية علي المشاركة في الألعاب الأوليمبية الشتوية في »بيونج تشانج» الجنوبية قبل أسابيع.. وفي دفتر الزوار في »بيت السلام» أثناء انعقاد (قمة الكوريتين) سجل استعداده للذهاب إلي (البيت الأزرق) في سول.. وفي الأسبوع الماضي أعلن عن تجميد البرنامج النووي والصاروخي الكوري الشمالي، والذي سبق أن اختبر فيه صواريخ بالستية عابرة للقارات، قادرة علي تهديد الأراضي الأمريكية!!..
انتهت القمة الكورية إلي الإتفاق علي نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وتحويل الهدنة بين البلدين والتي سبق أن انهت الحرب بينهما 1953 إلي معاهدة سلام ومصالحة، يتم خلالها وقف كافة الأنشطة المعادية، وتبادل الفرق الرياضية والأهم السلع التجارية..
خطوة شديدة الأهمية، تعيد إلي الأذهان تحطيم سور برلين واستعادة ألمانيا لوحدة أراضيها وشعبها... لكن هل يمكن أن يحدث ذلك في كوريا؟... هل يمكن أن تصل الحرب الكورية الطويلة والعنيفة إلي خواتمها؟ هل المصالحات واللقاءات والابتسامات المتبادلة والمصافحات صادقة وصافية النية حقا؟ أم هي مجرد وعود ومناورات، سبق أن تكررت كثيرا..؟
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع