بقلم-عبلة الرويني
لا أدرك كثيرًا الفارق بين الجاسوس والعميل المزدوج،رغم تعريفات كثيرة حاولت التفريق بينهما..باعتبار أن الجاسوس هو من يتم تكليفه بجمع المعلومات من دولة ما لحساب دولة أخري..بينما العميل المزدوج هو من يؤدي مهمة محددة لدولتين أومنظمتين مختلفتين في وقت واحد!!..هذا التعريف بالضبط هوما يدفعني لعدم تصديق وجود مثل هذا العميل المزدوج،القادرعلي خداع جهتين معا،أو ربما بمعرفة الجهتين معا،في لعبة خطرة ومهمة بالغة الصعوبة، تنتهي في الأغلب باغتياله،كما حدث اخيرا للعميل الروسي البريطاني سيرجي سكريبال،واغتياله قبل أسابيع في لندن،الذي أدي إلي قيام بريطانيا بطرد الدبلوماسيين الروس!!..في كل الأحوال لابد أن يعمل العميل المزدوج في رأيي لصالح دولة واحدة،وإن بدا متعاونا مع دولتين..وفي الأغلب لا تعترف الدول ببساطة بخسارة عملائها المزدوجين،ولا تقوم أيضا بالكشف عنهم، كما فعلت إسرائيل أخيرا مع أشرف مروان!!..كشفت عنه تدريجيا بالرمز أولا، ثم بالإشارة والأسماء الكودية، ثم التصريح باسمه صراحة، والقيام بإصدار كتاب (الملاك) تأليف يوري جوزيف،تحول إلي فيلم سينمائي،عرض أول أمس علي شبكة» نتوفليكس»الأمريكية(الفيلم إلي جانب مغالطات السيناريو الساذج،ضعيف جدا فنيا ومشوش،ويكفي أن الشخصيات المصرية بالفيلم أشرف مروان وزوجته مني عبد الناصروغيرهما يتكلمون باللهجة الشامية!!)..هذه المجاهرة الإسرائيلية لفضح عميلهم السري،تكشف حجم الخسارة والإحساس بالهزيمة..في كتاب (تاريخ اسرائيل) كتب»بريجمان»ضابط الأمن الإسرائيلي (إن اسرائيل سقطت في 6 أكتوبر73 في فخ نصبه لها بإحكام عميل مصري مزدوج)!!..وسبق أن تحدث اللواء محمد عبد السلام المحجوب (محافظ الإسكندرية الأسبق)عن قيامه خلال عمله السابق كضابط مخابرات، بتدريب أشرف مروان لاختراق الموساد1969مؤكدا علي وطنيته وإخلاصه،وهوما حرصت أيضا الدولة المصرية علي تأكيده في جنازة أشرف مروان2007..صلي عليه الإمام الأكبر شيخ الأزهرالسابق محمد طنطاوي،وأسرع اللواء عمرسليمان بعودته من العاصمة الغانية(اكرا)للمشاركة في مراسم الوداع.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع