بقلم - عبلة الرويني
ك شيء في هذا العالم..فقم»... هذه العبارة الملهمة لغسان كنفاني، أو هذه الدعوة للحياة الحقة، نعيشها بصورة إيجابية، وبإحساس عميق بالمسئولية.. نفس المعني الذي قصده محمود درويش في قصيدته »علي هذه الأرض ما يستحق الحياة».. كل القادرين علي الفعل، الحريصين علي ممارسة دور فاعل في الحياة، هم أشخاص يستحقون حياتهم، بقدر ما يزرعون من ضل ويصنعون من أمل.. أشخاص مؤمنون بقيمة الدور الذي عليهم القيام به وجدارته بالتحقق.. وحصول الكاتبة نوال مصطفي علي جائزة (صناع الأمل) قبل أيام من الإمارات، عن مشروعها الإنساني في رعاية أطفال السجينات، ودعم ومساعدة ورعاية سجينات الفقر أو الغارمات، ليس فقط بسداد أموال الدين، لكن بمنحهم أيضا فرصة أخري للحياة دون خوف ودون يأس ومهانة.. وتقديم برامج وورش تدريبية، وإتاحة الفرصة لهن للبدء في مشروعات صغيرة، تمنحهن وأبناءهن أملا في حياة أفضل.. رعاية أطفال السجينات ودعم سجينات الفقر.. ليس مجرد مشروع فاز بجائزة.. لكنه الدور الحياتي الذي عرفت نوال مصطفي، قبل أكثر من ثلاثين عاما، أن عليها القيام به والدفاع عنه.. منذ أن دخلت نوال السجن للمرة الأولي، كصحفية تقوم بعمل تحقيق صحفي.. لمست تجارب السجينات وعذابات أطفالهن الذين ولدوا خلال أيام السجن، وواجهت التناقض المأسوي بين براءة الطفولة وعالم الجريمة، وهم يكبرون وراء الأسوار!!... منذ ثلاثين عاما وأكثر، عرفت نوال مصطفي أن هناك دورا لها في هذا العالم، فقامت لتأديته والدفع به، دفاعا عن مئات السجينات البائسات الفقيرات، تدفع بهن وبأبنائهن لحياة أفضل.. فكانت فعليا واحدة من صناع الأمل
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع