بقلم - عبلة الرويني
يقولون إن القطط والطيور وبقية الحيوانات وكائنات الطبيعة الأخري، لابد أنها سارت وراء جنازته، تدعو له بالرحمة والمغفرة، بقدر ما قدمه من محبة وعطاء، وما منحه للآخرين من سكينة واطمئنان.. مات محمد حسان عاشور التيجاني الكاتب والسيناريست والمخرج التسجيلي، عاشق الموسيقي وعازف الأوكورديون، ومؤسس موقع (أنا المصري) لحفظ التراث الموسيقي... مات محمد حسان عاشور التيجاني أحد الطيبين المخلصين المتفردين في هذا العالم بإنسانيته وصفاء روحه ورحابته.. في عام 2000 أخرج فيلم (الإسلام من الداخل) والذي حصل به علي جائزة مهرجان (لافيليت) الفرنسي، ثم أخرج فيلم (فنون تلاوة القرآن) 2004.. ومن خلال منحة من وزارة الثقافة قدم فيلمه التسجيلي (دنيا المحبة) عن الفنان عبد الهادي الجزار، بينما كانت آخر أعماله، تقديم الرؤية والمعالجة الدرامية لبردة البوصيري من خلال أوبريت قدمه فنانون مصريون علي مسرح الأوبرا في مسقط بسلطنة عمان.. لحسان أيضا بعض الأعمال القصصية والمعالجات الدرامية، لكن إبداعه الأكبر، وحضوره الأهم كان دائما هو شخصه وشخصيته وروحه العذبة ورحابته الإنسانية.. تلك الحالة الصوفية الممتدة وربما المتوارثة جيلا بعد جيل.. كان التيجاني الكبير عالما صوفيا، وكان والد حسان شيخ طريقة، وكان حسان محض صفاء ومحبة، الحب كان طوق نجاته وقوته وطريقه.. ولعل محنة مرضه الصعب الطويل، كانت هي الدرس الأعمق لكل هذا الذي غمر قلبه من حب وسكينة، ولقدرته علي الاحتمال والصبر، وتقبل البلاء والرضا به كعطايا ومنحة من رب العالمين (لك الحمد أن الرزايا عطاء.. وأن الملمات بعض المحن)
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع