بقلم-عبلة الرويني
حتي فاروق حسني لجأ إلي الحل الفردي، لضمان صيانة مقتنياته،موصيا بتحويل بيته إلي متحف، بكل مايضمه من مقنيات فنية ولوحات وقطع نحتية وتماثيل تمثل عصورا مختلفة لفنانين مختلفين،الي جانب لوحاته وأعماله الفنية..وهوما لم تستطع أي وزارة ثقافة فعله علي امتداد وزارات كثيرة، بما فيها وزارة فاروق حسني نفسه، خلال فترته الممتدة من(1988/2011) لم يفتتح بيتا واحدا،ولا متحفا لكاتب أو أديب، يضم كتبه ومسودات أعماله ومقتنياته الشخصية ومكتبته..كما هوموجود في(بيت كفافيس)بالإسكندرية الذي أقامته الجمعية اليونانية، وفي بيت طه حسين(رامتان) وبيت أحمد شوقي(كرمة بن هانئ)وهي في الأغلب بيوت أصحابها خصصوها لإقامة المتحف،ولم تفعلها وزارة الثقافة!...حتي المرة الوحيدة التي أعلنوا فيهاعن(متحف نجيب محفوظ) بعد موته 2006مر حتي اليوم12عاما، وما زال المتحف يتعثر افتتاحه،وتتعثرتجهيزات(تكية أبو الدهب)المكان المخصص للمتحف!!رغم قيام أسرة محفوظ بإهداء كافة المقتنيات والأوسمة والمخطوطات والأرشيف والصور للدولة، حتي بات الخوف كل الخوف من تبديدها!!...صحيح أنه خلال وزارة فاروق حسني، تم افتتاح متحف أم كلثوم بالمانسترلي(2001)ومتحف عبد الوهاب بمعهد الموسيقي العربية(2002)...لكن لم يفتتح متحف واحد لأديب ولا كاتب ولا شاعر،وهو ما انتهي بفاروق حسني نفسه،الي التخطيط لإعداد متحفه بنفسه!!..ولا توجد دولة في العالم، ولا وزارة ثقافة لا تعتني بأرشيف كتابها ومبدعيها،ولا بذاكرتها الثقافية والفكرية علي هذا النحو!!..وسبق أن تقدم عدد من الكتاب والمبدعين بمشروع،لإقامة متحف عام يضم تراث مبدعينا الكبار وأرشيفهم ومقتنياتهم..توفيق الحكيم،يحيي حقي، يوسف إدريس،صلاح عبد الصبور،أمل دنقل،محمود دياب،أحمد فؤاد نجم،إبراهيم أصلان،خيري شلبي،جمال الغيطاني..لكن لا حياة لمن تنادي!!...(قبل أشهرسافرت الشاعرة إيمان مرسال إلي قرية في الشمال اللبناني، للاطلاع علي أرشيف »أمين الريحاني» أحد كتاب المهجر،من خلال متحفه المقام في قريته الصغيرة!!).
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع