بقلم - عبلة الرويني
إعلان آخر مثير علي الشبكات الإلكترونية، تقدمه شركة أمريكية لبيع الأخشاب »ايكو ريليكس» عن مزاد بيع أبواب مصرية قديمة وأثرية.. الأبواب التي تجاوزت أعمارها قرنا وربما قرنين، هي أبواب كنائس وبيوت قديمة، منقوش عليها بالحروف العربية والقبطية.. طبعا الأبواب تم شراؤها وشحنها وتهريبها خارج مصر، دون أن ينتبه أحد، أو يطرف جفن!.. لم يلتفت أحد من العاملين في الجمارك أو يتساءل حول خروج هذه الأبواب الأثرية؟! وطبعا لم يلتفت التجار (لا البائع ولا المشتري) هم يقولون صراحة (لا يعنينا إن كانت الأبواب مسروقة أو أثرية، ما يعنينا هو التجارة والربح)!!.. لا أحد يدرك أهمية وقيمة تلك المقتنيات القديمة، فكما يقول التاجر الأمريكي الذي قام بشراء الأبواب (بحسب تحقيق منشور بجريدة الدستور) نحن نجمع كافة مواد البناء المهدرة من قلب المدافن والمخلفات المعمارية.. لقد أنقذنا شيئا مهدرا، لم يقدر في مصر، ونبيعه لأشخاص يقدرون قيمته!!.. ورغم أن قانون حماية الآثار يجرم بيع القطع الأثرية المسجلة وغير المسجلة، ويلزم من يعثر علي قطع أثرية تجاوز عمرها 100 عام، أن يسلمها لهيئة الآثار نظير مكافأة تعويضية، حيث تعتبر القطع الأثرية ملكا للدولة.. ويحدد القانون عقوبة سرقة الآثار بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد عن 7 سنوات، بينما يحدد عقوبة التهريب، بالأشغال الشاقة المؤقتة، وغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد عن 50 ألفا.. لكن القانون في مكان آخر، لعن الله من يوقظه!.. فآثارنا والمقتنيات المصرية القديمة الأثرية تغطي مزادات أوروبا وأمريكا، وينتشر الإعلان عنها علي الإنترنت.. لكن لا أحد يهتم، فلا حياة لمن تنادي!!.. ولا حلول لتاريخنا المهدر والمستباح في مزادات العالم
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع