بقلم-عبلة الرويني
هل تكفي جماليات اللغة السينمائية وحدها، لصناعة فيلم جميل؟ هل تكفي مهارات المخرج مروان حامد في صياغة رؤية بصرية بالغة الدلالة والجمال.. اختيار أماكن وزوايا التصوير وحركة كاميرا، وإضاءة وضبط الإيقاع، وإدارة الممثلين جميعا وتوجيههم بحرفية وحساسية عالية.. هل تكفي تقنيات المخرج لتحقيق كامل النجاح للفيلم؟ هل يكفي الأداء المبدع والممتع لآسر ياسين وماجد الكدواني ومحمد ممدوح وأحمد كمال، حتي نغمض العين عن مغالطات قراءة أحمد مراد للتاريخ، وبالتالي الخلط وضعف الرؤية الذي كتب بها روايته (تراب الماس).. يبدي أحمد مراد دهشته من غضب الناصريين، من محاولات الفيلم تشويه فترة عبد الناصر، مؤكدا أنه لا يقدم رؤية سياسية، ولا ينتمي لأي تيار سياسي (وكذلك المخرج)! لكنه فقط يحب قراءة التاريخ، ولهذا اختار بطل الرواية أستاذا للتاريخ ليحكي قصته.. وما يقوله أحمد مراد، هو بالضبط خلل فيلم تراب الماس، وأقصد قراءة أحمد مراد للتاريخ... يبدأ الفيلم باكتشاف (آسر ياسين) جريمة قتل والده أستاذ التاريخ (أحمد كمال).. ليكتشف عبر مذكرات الأب وأوراقه السرية، تاريخا من جرائم القتل والفساد علي امتداد 65 عاما، منذ ثورة يوليو، وعزل محمد نجيب الذي يركز عليه الفيلم متعاطفا، وتتعاطف معه الرواية بصورة أكبر، كزعيم غدر به (دون مبرر درامي بالفيلم، سوي الإشارة المقصودة لواحدة من جرائم القتل عبر التاريخ الثوري ليوليو)!!.. ويتعاطف الكاتب/الفيلم مع اليهود المصريين، وخروجهم بلا عودة من مصر.. صحيح أن تراب الماس أو السم (أداة القتل) حصل عليه الأب وهو طفل، من جارهم اليهودي، لكن مشاهد خروج اليهود المتكررة (تبقي بلا مبرر درامي) سوي التعاطف الشديد، والتلويح أيضا بمعني القتل!!... عالم من الفساد والجريمة، حاول خلاله الأب تحقيق العدالة علي طريقته الخاصة، بقتل الفاسدين والمجرمين والعابثين بالوطن، فالخونة يجب معاقبتهم ولو بصورة فردية.. لكن لا العدل تحقق ولا الفساد توقف، ولا الفيلم قدم رؤية منصفة أو واعية بالتاريخ!!
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع