بقلم : عبلة الرويني
هدم بيت الشاعر أحمد رامي بحدائق القبة، ليس أول بيت لمبدع يتداعي أو ينهار أو يتبدد.. سبق أن هدمت فيللا أم كلثوم، وأقيم بدلاعنها برج سكني في الزمالك!!.. وهدم بيت بيرم التونسي بالإسكندرية، وأقيم أيضا بدلا عنه برج سكني!!.. لا أثر يذكر لبيت يحيي حقي، ولا لبيت يوسف إدريس، ولا إبراهيم أصلان ولا صلاح عبد الصبور، ومحمود حسن إسماعيل وعشرات المبدعين والمفكرين في حياتنا الثقافية والفكرية، لا نعلم شيئا عن تراثهم مخطوطاتهم ومقتنياتهم الشخصية!!.. والبيت لا يعني فقط الجدران والحوائط، لكن يعني الذكريات والتذكارات والمقتنيات والصور والوثائق وكل تراث المبدعين الذي يجب علينا صيانته والمحافظة عليه.. بيتان فقط أفلتا من الإهمال والنسيان..بيت طه حسين (رامتان) بالهرم، وبيت أحمد شوقي (كرمة بن هانئ) بالجيزة، كلاهما تحول إلي متحف يضم تراث المبدعين الكبيرين، طبعا الفضل يرجع إلي أسرة المبدعين الذين خصصوا منزليهما لإقامة المتحف.. أما الدولة فلا حول لها ولا قوة..لا تقوي ولا تفكر ربما، في إقامة متاحف المبدعين وصيانة تراثهم، ولا تحويل بيوتهم إلي مزارات سياحية وثقافية، كما يحدث في العالم كله... حتي متحف نجيب محفوظ الذي أعلنت وزارة الثقافة عن إنشائه منذ أكثر من عشرين عاما، وقامت أسرة محفوظ بإهداء كافة مقتنياته لإقامة المتحف، فلايزال متعثرا، لا أحد يدري متي يتم إفتتاحه!!.. بقية المبدعين والكتاب والمفكرين، فلا حياة لمن تنادي.. لا حرص ولا اهتمام، ولا سعي للحصول علي مقتنياتهم وتوثيق الذاكرة الثقافية في متحف للمبدعين.. وهو المطلب الذي يطالب به المثقفون دائما..تخصيص بيت أو مكان لإقامة متحف مجمع، يضم تراث المبدعين ومقتنياتهم الشخصية وأدواتهم وتذكاراتهم.. بيت متحف هو وثيقة وذاكرة وتاريخ
نقلاً عن الآخبار القاهرية