بقلم - عبلة الرويني
دائما ما يشغلني سؤال العدالة.. ماذا لو أن حكماً بالبراءة صدر، بعد قضاء المتهم مدة العقوبة كاملة، أو قضاء نصفها؟!.. ثم ما هو التعويض الكافي لمحو مضاعفات العقوبة علي شخص برئ؟.. ما هو التعويض المساوي لحرية الإنسان وكرامته، وإحساسه العميق بالظلم والقهر معا!!
سؤال يعاودني دائما أمام أحكام البراءة المتأخرة، أو أحكام البراءة الصادرة بعد قضاء المتهم بعض العقوبة، أو ملاحقته بالاتهام... بعد أكثر من ثلاث سنوات من اتهام لاعب النادي الأهلي »أبو تريكة» بدعم أعمال العنف وتمويل جماعات الإرهاب وجماعة الإخوان.. أوصت نيابة النقض بإلغاء قرار محكمة الجنايات بإدراج »محمد أبو تريكة» وآخرين، من قائمة الإرهابيين!!
توصية النيابة الصادرة قبل أيام (وهي مجرد رأي استشاري، وليست حكما نافذا) لكنها تجيء بعد حكم سابق في العام الماضي بإلغاء قرار التحفظ علي أموال أبو تريكة.. وتجيء بعد سنوات صعبة، أعلن خلالها أبو تريكه أنه أخطأ عندما زج بالرياضة في السياسة، وأنه لن يتحدث أبدا في أي أمور سياسية، واختار البقاء بعيدا منفيا خارج مصر، محروما من المجئ لبلاده، ومحروما من المشاركة في تشييع جنازة والده، الذي توفي قبل عام!.. تجربة مريرة وموجعة، تحول فيها اللاعب الخلوق من القديس، أسطورة الملاعب وأمير القلوب.. إلي شخص موصوم بالإرهاب!!.. ولست من جماهير النادي الأهلي ولا مشجعيه، ولا أعرف شيئا عن مهارات أبو تريكه كلاعب، ولا أهتم كثيرا بمتابعة كرة القدم... لكن مثلما سبق إدانة أبو تريكة وملاحقته بالتهم، وإدراجه علي قوائم الإرهابيين، وقوائم المترقب وصولهم.. من حقه، أو من الحق والعدل، المجاهرة ببراءته والاحتفاء بها أيضا
نقلا عن الاخبار القاهرية