بقلم - عبلة الرويني
ليست فقط ملاحقة الخيال، وجرجرة مسرحية (سليمان خاطر) لمجموعة من الفنانين الهواة إلي المحاكم.. لكن أيضا محاصرة الذكري، وتحويل البطل إلي سؤال، وربما التحفظ علي تخليد اسمه في قائمة الشرف والبطولة!!.. سليمان خاطر لمن لا يعرفه، أو لا يتذكره، هو جندي مصري بسيط من قوات الأمن المركزي، كان يقف علي الحدود المصرية الإسرائيلية في سيناء.. عندما شاهد مجموعة من السياح الإسرائيليين بملابس البحر، يريدون الصعود إلي التبة التي يتولي حراستها، فأطلق رصاص بندقيته عليهم وقتلهم.. فأتهم بالجنون، وقيل إنه انتحر داخل زنزانته 1985... الجنون هنا تهمة سياسية، والانتحار أيضا فعل سياسي.. لكن الحكاية كلها حكاية بطل.. حكاية جندي بسيط، أقرب لشخصية أحمد سبع الليل (أحمد زكي) في فيلم البرئ..هو لا يطلق رصاصاته إلا علي أعداء الوطن (وحسين أفندي مش من أعداء الوطن)! لكن الإسرائيليين بالطبع أعداء الوطن.. سليمان خاطر في وجدان المصريين، هو أحد هؤلاء الجنود البسطاء الشرفاء، وأحد هؤلاء الأبطال، رموز الفخر والعزة في لوحة الشرف المصري.
وعندما يقدم بعض شباب الهواة قبل أيام علي مسرح نادي الصيد، مسرحية (سليمان خاطر) تأليف وليد عاطف وإخراج أحمد الجارحي، وهي نفس المسرحية التي سبق لهم تقديمها بقصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية قبل عامين، ضمن مهرجان لهواة المسرح، فإن العرض يستحق التقدير والحفاوة.. لكن للأسف حدث العكس وقامت الدنيا، وتقدم أحد المحامين ببلاغ ضد المسرحية إلي النائب العام، متهما العرض المسرحي بالإساءة لمصر!!.. ويتم التحقيق مع مخرج العمل لتقديمه المسرحية دون تصريح من الرقابة!!.. وقائمة طويلة من التهم، دون أن يشاهد أحد المسرحية، ورغم أن الفنانين (مش من أعداء الوطن)
نقلا عن الاخبار القاهرية