بقلم - عبلة الرويني
ولاتزال استراحة طه حسين في تونا الجبل مركز ملوي »٦٠كيلومتراً من المنيا».. مغلقة ومهملة، برغم وعد محافظة المنيا بترميمها وتحويلها إلي متحف »وطبعا لم يحدث»!!. وبرغم لافتة وزارة الثقافة الموجودة علي الاستراحة، تعلن تبعية المكان للوزارة، لكن دون اهتمام ولا رعاية ولا نشاط ولا فاعلية !!..
اقترح الكاتب الصحفي وجدي الكومي بعد زيارة للمكان قبل أيام،أن تقوم وزارة الثقافة بتحويل الاستراحة الي بيت للمبدعين، يستضيف الكتاب »مصريين وغير مصريين» شهراً أو شهرين،كمنحة لإنجاز أعمالهم الإبداعية، كما يحدث في أماكن كثيرة في العالم ربما أقل جمالا وثراء ثقافيا وحضاريا من تونا الجبل.. ويبدو أن موضوع بيوت للمبدعين أو متاحف تضم مقتنياتهم وتراثهم، أمور تستعصي علي وزارة الثقافة، أو لا تهتم بها ولا تشغل بالها..سنوات طويلة يطالب الكتاب والمثقفون بتخصيص مكان، يضم مقتنيات ومتعلقات وتراث الكتاب والمبدعين، لكن لا حياة لمن تنادي، حتي متحف نجيب محفوظ الذي أعلنت وزارة الثقافة عن إنشائه ٢٠٠٦ وقامت أسرته بإهداء كل المقتنيات والمخطوطات والصور والأوسمة والجوائز التي حصل عليها محفوظ..لكن لا يزال إفتتاح المتحف متعثرا رغم مرور أكثر من ١٢ عاما !!..
استراحة طه حسين بتونا الجبل مبني من طابقين، الطابق الأول يضم مكتبة كبيرة وغرفة ودورة مياه، والطابق الثاني يضم غرفتين وصالونا ومطبخ وحماما.. وكان قد بناها العالم الأثري سامي جبرة، هدية لصديقه طه حسين لقضاء إجازته والتفرغ للكتابة، وبالفعل كان المكان ملهما للعديد من الأعمال منها رواية »دعاء الكروان».. وعندما قدمت للسينما كانت الاستراحة بالفعل هي بيت »الباشمهندس» بالفيلم...
إحياء استراحة طة حسين بالمنيا، ليس فقط إحياء لتراث وذاكرة ثقافية، لكنه أيضا محافظة علي هوية المكان الثقافي والحضاري، ومواجهة للتطرف والتعصب بعيدا عن الحلول الأمنية
نقلا عن الاخبار القاهرية