بقلم - عبلة الرويني
قبل 3 سنوات لم يحتمل أهالي مدينة سمالوط بمحافظة المنيا الإساءة لتاريخهم الحضاري، بوضع تمثال مشوه للملكة نفرتيتي أمام مدخل مدينتهم، فقاموا بإزالته.. تلك الكارثة الجمالية أثارت استياء العالم، حتي أن متحف برلين الذي يضم داخله تمثال (رأس نفرتيتي) أبدي استياءه أيضا من تشويه رأس الملكة في موطنها الأصلي!!.. لم يكتف أهالي سمالوط برفع التمثال، بل بذلوا الجهد لإقامة تمثال آخر لنفرتيتي يليق بالمدينة والملكة، وبالفعل أقامت المحافظة مسابقة بين أساتذة كلية الفنون الجميلة بالمنيا، لاختيار أفضل تمثال..
وتم اختيار تمثال الفنان جمال صدقي الأستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، وهو من أهالي سمالوط نفسها، حيث حافظ الفنان في عمله علي نفس المواصفات والمعايير والقيم الجمالية لتمثال نفرتيتي المعروفة.. وبالفعل وضع التمثال قبل عام في مدخل مدينة سمالوط... ولأن الجمال كالنجاح له ألف أب، فقد تداولت الأخبار قبل أيام عبر السوشيال ميديا، عن قيام طلبة الفنون الجميلة بالمنيا بإقامة التمثال، متجاهلين صانعه الفعلي، بينما الحق والحقيقة أن صاحبه هو الفنان جمال صدقي!..
ما حدث في المنيا من تصويب لكارثة التمثال المشوه، بأيدي أبناء المحافظة أنفسهم، لعله درس لكل المحافظين لتكليف الفنانين داخل محافظاتهم، بتنسيق وعمل ومراجعة تماثيل الميادين داخل مدن المحافظة، بعيدا عن تركها للإدارات الهندسية ومقاولي المباني، كما حدث مع الكثير من التماثيل الموجودة لاتزال بالميادين، بما ينتهي إلي نتائج كارثية، خالية من الذوق والفن والجمال.. علي المحافظات أن تتحرك مستفيدة بفنانيها ومبدعيها وقوتها الناعمة، في صياغة هوية مدينتهم الجمالية، والمحافظة علي نسقها الحضاري