بقلم - عبلة الرويني
أربعون عاما، ولايزال السؤال حائرا.. ولاتزال القصائد الثلاث التي لحنها رياض السنباطي لفيروز، تثير الجدل حول أسباب تعثرها وغيابها!!.. هل هي التجربة الفنية المختلفة التي قدمها السنباطي لفيروز، سواء علي مستوي اللحن الشرقي الكلاسيكي (النغمة الموسيقية الغريبة وربما المناقضة للمشروع الرحباني).. أو علي مستوي عمل السنباطي واستكشافه لطبقات صوتية جديدة، لم تعمل عليها فيروزمن قبل..؟!
قبل أربعين عاما تحديدا 1979 عندما رحبت فيروز (باقتراح من وزير الإعلام الكويتي السابق الشيخ جابر العلي الصباح) أن تغني من إلحان السنباطي (وكان الخلاف متصاعدا مع زوجها عاصي الرحباني، وكانت رغبتها في التحدي بتجربة موسيقية مختلفة)!.. قال السنباطي (أن ما تبقي من العمر لفيروز) وبالفعل قام بتلحين ثلاث قصائد (بيني وبينك) و(أمشي إليك) من كلمات الشاعر اللبناني جوزيف حرب.. و(آه لو تدري بحالي) من كلمات الشاعر الغنائي المصري عبد الوهاب محمد، لأول مرة بالفصحي؟
كانت الحرب الأهلية اللبنانية وتفاقم الأحداث السياسية، سببا لتعثر اللقاء، وتعثر ظهور الأغنيات.. ثم كان رحيل السنباطي نفسه 1981 ثم كان التردد والخوف من المغامرة الجمالية الجديدة المناقضة لموسيقي الرحبانية، حتي أن فيروز عندما قامت (بعد رحيل السنباطي بعشر سنوات) بتسجيل الأغنيات (تحت إشراف الموسيقار اللبناني توفيق الباشا) عادت وتراجعت عن تقديم الأغنيات، غير راضية عن الشكل النهائي للأداء!!.. وربما أيضا كانت حماقة أحمد السنباطي (الابن) وطريقة تعامله الخشنة، حين أرسل إنذارا عبر جمعية المؤلفين والملحنين، يشترط علي فيروز الحصول علي إذن كتابي من الورثة، للتصريح بتسجيل الأغنيات!! وربما اشترط أيضا أن يقوم هو نفسه بالإشراف علي التسجيل!!.. وأظن ذلك كافيا لانصراف فيروز تماما عن المشروع
نقلا عن الاخبار القاهرية