بقلم : عبلة الرويني
المدهش أن يتم التقليل من الثقافة والمثقفين في احتفال داخل أسوارالجامعة!! وأن يكون صاحب التصريح بأن(المثقفين هم أخطر فئة علي المجتمع) هو نفسه رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية بالقاهرة المهندس فريد خميس!!.. صحيح هو رجل أعمال، ورئيس اتحاد صناعات، وتاجر سجاد بالأساس، وأنه خارج دوائرالثقافة والمثقفين.. لكن في كلمته بالجامعة البريطانية عدوان علي صورة المثقف، وتجاوز وجهالة أيضا، حيث طالب الخريجين بأن يعمل كل في مجاله لخدمة بلدهم، وألا يهدموا كيانات الدولة بما وصفه (بالفذلكة والفلسفة) مؤكدا أن مصر في معركة، وأن المثقفين هم أخطر فئة علي المجتمع، لأنهم يجابهون الدولة، ويريدون تصوير الجيش علي أنه يريد السيطرة علي كل شيء، ويريد عسكرة مصر!!
وبعيدا عن تصوير المثقفين كفئة ضالة وخارجة وخطرة، فإن وضع المثقفين في مجابهة مع الدولة ومع الجيش، هو افتعال وعدوان وخصومة زائفة، تماما كما يفتعل رجل الأعمال الخصومة بين الثقافة والجيش، أو بين الجيش والثقافة.. وكأن سؤال الثقافة، هو سؤال منعزل وغريب، أو سؤال مناقض للسياسة وللجيش وللدولة!!
تصريحات رجل الأعمال هي جزء من فهم سلبي للعمل الثقافي، دوره ووظيفته، أو هي غياب للوعي بمعني الثقافة، ومحاولة تسييد فهم قاصر للثقافة والمثقفين، كجماعة تابعة، ينبغي أن تنخرط في رأي واحد، وموقف واحد، وإلا تحولت إلي مصدر خطر وخطورة!! فهم قاصر ومعاد للثقافة عموما، ولمعني الحوار والاختلاف وتطوير الوعي.. فهم قاصر يحاول أن يربط الجميع في خيط واحد، لصياغة سجادة يمكن السير عليها
نقلاً عن الاخبار القاهرية