بقلم - عبلة الرويني
الطوابير اليومية أمام معرض الكتاب (تقدرها الإحصاءات حتي الآن بـ 3 ملايين مشارك في المعرض).. رقم مبالغ فيه ربما.. لكن تدافع الناس بصورة لافتة، وازدحام المعرض، ظاهرة متعددة المعاني والدلالات بالتأكيد..
الانطباع الأول أمام مشهد الجماهير أمام بوابات المعرض، وطوابيرهم الممتدة، والانتظار الطويل، والتفتيش الدقيق والصارم حتي يتمكنوا من دخول المعرض.. يعني أن الحدث الثقافي (معرض الكتاب) ليس حدثا عابرا، ولكن استطاع أن يجد مكانة ضمن نمط حياة المصريين، وحياة الأسرة المصرية، الحريصة علي طقس الزيارة السنوية للمعرض.. صحيح أن القوة الشرائية للكتاب (الذي تضاعف سعره عشرات المرات) ضعيفة، وصحيح أن جمهور المعرض لا يقدم كله علي شراء الكتاب، ولكن يذهب للنزهة أو للفسحة وتناول الأطعمة في فضاء مفتوح، أو مشاهدة بعض الأنشطة الفنية... ويالها من متعة.. يالها من نزهة.. هي فعل ثقافي بالتأكيد..
الانطباع الأول الذي لا تخطئه عين، أن كل هذه الملايين المتزاحمة لدخول معرض الكتاب، لابد أنها تشعر بالإطمئنان.. هي التي عاشت فترات سابقة، كان مجرد تواجد ثلاثة أو أربعة أشخاص معا، تظاهرة غير مرغوب فيها، ربما تدعو للخطر!!.. الآن تتحرك الملايين داخل مساحة محددة، داخل المعرض بكثير من الحرية والأمن والإطمئنان.. وهو أمر يستحق الإشادة باستعادة الأمن دوره بالتأكيد..
ولعل أهمية معارض الكتب، ليست فقط في عدد الناشرين وحجم الكتب وعناوينها، وليست فقط في السياق الثقافي الذي يحيط بها.. لكنه بالأساس، هو تلك العلاقة الحية بالجمهور يمنحها القيمة والأهمية
نقلا عن الاخبار القاهرية