بقلم - عبلة الرويني
من كان يحبها أكثر؟!... سؤال أسفل صورة تضم أشهر عاشقين (أحمد رامي ومحمد القصبجي) مع أم كلثوم.. كلاهما ينظر إليها و(الصب تفضحه عيونه).. القصبجي مجدد الموسيقي، ملحن (يا طيور) لأسمهان، ورق الحبيب (من أجمل ما غنت أم كلثوم) أحبها في صمت، وعاش عمره عازبا من أجلها، وعندما تركت ألحانه إلي آخرين، قبل أن يكون عازفا في فرقتها، يعزف ألحان غيره، لمجرد أن يكون إلي جوارها أو وراءها!... أحمد رامي، عاشق مختلف.. جاهر بحبه لأم كلثوم، عبر مئات الأغاني التي تغنت بها (136 أغنية) كانت فيها ملهمته.. أحبها في الشعر والغناء، عشق صوتها وهام بها، لكنه تزوج من إحدي قريباته.. المدهش أيضا هي زوجة رامي، التي قبلت أن يضع رامي صورة أم كلثوم لسنوات طويلة في غرفة نومه، وأن يحمل في أصبعه خاتما أهدته له أم كلثوم.. وعندما يقولون لها، إن رامي يحب أم كلثوم، كانت تجيب (وأنا كمان بحبها)!!.. هي حكايات العاشقين الذين يتبعون هواهم إلي آخر مدي، هؤلاء الممسوسون بالعشق كالشيخ قاسم (مفتي الديار الشامية في القرن التاسع عشر) في مسرحية الكاتب السوري سعد الله ونوس (طقوس الإشارات والتحولات).. الشيخ قاسم هو أيضا أحد العاشقين، ليس فقط لأنه خلع العمامة وتخلي عن منصبه الجليل، ليهيم وراء محبوبته (الماسة).. لكن لأنه أكثر العاشقين هوي، تبع هواه إلي آخر المدي، دون أمل ودون انتظار نتيجة.. فالأمل الحقيقي هو ما يحمله من حب، يحفظه ويرعاه.. ولو كان مجرد عازف في فرقتها، نغمة في موسيقاها.. تماما كالقصبجي
نقلا عن الاخبار القاهريه