بقلم - عبلة الرويني
لم أكن أعرف من قبل حكاية فندق»الكونتيننتال» بميدان العتبة، أو (الكونتنتال الملكي) كما كان يسمي عندما أنشيء 1908.. تاريخ لافت وعريق.. استقبل ضيوف افتتاح قناة السويس.. نزل فيه »لورانس العرب».. شهد إعلان تحويل مصر من »سلطنة» إلي »مملكة» في عهد الملك فؤاد الأول.. شهد توقيع إلغاء الحماية البريطانية علي مصر، وإعلان الاستقلال المبدئي 1922... تواريخ وأحداث وذكريات، وجزء أساسي من قلب القاهرة الخديوية (أحد كنوز عمارة القاهرة).. وكلها أسباب توجع القلب، وتصيبنا بالفزع من القيام بهدمه حاليا..!!
الحكاية قديمة، ومبني الفندق القديم (برغم تاريخه) إلا أنه لم يسجل كأثر، والسبب تعرضه أكثر من مرة للترميم والهدم وإعادة البناء من جديد، علي نفس الشكل، وبنفس نسب البناء والتصميم الذي وضعه المعماري الإيطالي (جاستوني روسي).. لم يسجل الفندق كأثر، لكن سجل (مباني ذات طراز معماري المتميز)..
وطوال أكثر من خمسة عشر عاما، سنوات من الشد والجذب والجدل حول هدم الفندق وإعادة بنائه مرة أخري.. باعتباره مبني آيلاً للسقوط، ويشكل خطورة علي حياة المواطنين (طبعا أصحاب المحلات حول المبني، عارضوا دائما أي محاولة للبناء أو الترميم..)!.. واقترحت هيئة الاستثمار قبل سنوات، بيع الفندق لأحد المستثمرين (الاستثمار لا يهمه أثر، ولا يعرف تاريخاً)!!.. تراكمت السنوات، وتراكم الإهمال والخطورة.. وأخيرا أصدرت محافظة القاهرة القرار النهائي بالهدم... وشكلت لجنة للتطوير (بحضور د.سهيرحواس المعنية بالقاهرة الخديوية ووجود جهاز التنسيق الحضاري، وهو ما يطمئن حول المحافظة علي خصوصية المبني).. وتم الاتفاق علي الهدم الجزئي، مع الحفاظ علي النمط المعماري للمبني، والواجهة المطلة علي شارع عدلي، والاحتفاظ بالجداريات الموجودة، وتطوير الفندق وزيادة الطاقة الفندقية إلي 248 غرفة، وإقامة جراج تحت الأرض.. واستمرار تسجيل الفندق (كمبني ذي طراز معماري مميز) ورصدت الشركة العامة للسياحة والفنادق »إيجوث» مالكة الفندق ملياراً ونصف المليار جنيه لأعمال البناء والترميم.... (وإن أعادوا لك المقاهي القديمة.. فمن يعيد إليك الرفاق؟)
نقلا عن الاخبار القاهريه