بقلم - عبلة الرويني
يحدث أن يتغير شيء دون مقدمات، وبشكل فجائي.. لنكتشف كم عمر الخطأ الذي استمر سنوات وسنوات، ولسوف يستمر سنوات أخري!!.. تلك العشوائية في التفكير، وغياب المنطق في تفاصيل حياتنا اليومية.. حتي أسماء شوارعنا هي صورة لتلك الفوضي والعشوائية..!
بعد سنوات طويلة، قررت محافظة القاهرة (بناء علي اعتراض مقدم من د.محمد صبري الدالي أستاذ التاريخ بجامعة حلوان) بتغيير اسم شارع »سليم الأول» في حي الزيتون، والقيام بعمل حوار مجتمعي لاختيار اسم جديد.. والسبب (غيرالمفاجئ طبعا) في تغيير اسم الشارع، أن سليم الأول هو أول مستعمر يفقد مصر استقلالها، ويحيلها إلي مجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية! وهو أيضا من قام بحل الجيش المصري! وترحيل 5000 عامل مصري إلي تركيا، لنقل مهارتهم وخبراتهم في الصناعات الدقيقة! وقام بقتل الاف المصريين! وقتل اخر سلاطين المماليك طومانباي، وشنقه علي باب زويلة!!.. هكذا يصفه ابن إياس في »بدائع الزهور في وقائع الدهور» بأنه (قصير القامة، في ظهره حنية، عنده خفة ورهج، كثير التلفت إذا ركب الفرس، له من العمر نحو أربعين سنة أو دون ذلك، سيئ الخلق، سفاك للدماء، شديد الغضب، لا يرجع في قول..)!
المدهش والغريب أن الشارع الموازي لشارع سليم الأول في الزيتون، يحمل اسم طومانباي!!.. يعني (القاتل والقتيل).. (الشانق والمشنوق) يتم تكريمهما معا، وتخليد أسمائهما في نفس الحي، وعلي أرض واحدة!!..
الأخطاء التاريخية تملأ شوارع القاهرة بأسماء لا معني لها، الطغاة والقتلة وربما اللصوص والفاسدون أيضا.. لا توجد أسباب ولا منطق في وضع أسماء الشوارع، ولا توجد أيضا أسباب لرفعها فجأة ووضع أخري.. وهو ما يحتاج إلي مراجعة أسماء الشوارع، ومراجعة طريقتنا العشوائية
نقلا عن الاخبار القاهرية