بقلم-عبلة الرويني
وصف ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي (في خطاب استقالته) قبول حكومته للهدنة مع المقاومة في غزة بأنه (استسلام للإرهاب)! و(اتفاق هدنة مهين)!... بينما اعتبرت المقاومة الفلسطينية في غزة، أن قبول إسرائيل وقف إطلاق النار، هو انبطاح أمام صواريخ المقاومة، كما اعتبرت استقالة ليبرمان (انتصارا سياسيا) واعترافا بالهزيمة أمام المقاومة الفلسطينية!!.. وهو ما أشارت إليه وسائل الإعلام الإسرائيلية (إن صواريخ حماس اسقطت حكومة اليمين الإسرائيلي!!)...
هل حققت غزة بالفعل انتصارا؟.. هل استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي أول أمس، وإعلان انسحاب وزراء حزبه أيضا من الحكومة الإسرائيلية، انتصار للمقاومة؟.. هل قبول إسرائيل للهدنة ووقف إطلاق النار هو انبطاح أمام صواريخ المقاومة، التي طالت تل أبيب وهددتها؟ هل سماح إسرائيل بدخول ١٥ مليون دولار (من قطر) إلي غزة، بما يعني تخفيفا للحصار، هو أيضا انتصار للمقاومة؟ أم هي حسابات إسرائيلية مختلفة، فسرها البعض برغبة إسرائيل في عدم تعكير صفو العلاقات المتنامية مع الدول الخليجية!!.... صحيح أن غزة تعرضت خلال الأيام الماضية للقصف الإسرائيلي، وتكبدت الكثير من الشهداء والمصابين، وهدم البيوت والمحلات والمساجد... لكن ٥٠٠ صاروخ فلسطيني، اطلقتها المقاومة علي تل أبيب وغيرها من المدن والمستوطنات، كسرت الغطرسة الإسرائيلية، وأفقدتهم الشعور بالأمن والأمان... صمدت غزة وقاتلت، بينما انسحب الإسرائيليون وطالبوا بالهدنة..
هل اختلفت حماس عن صورتها الدينية؟ بالطبع لم تختلف عن هويتها الإسلامية.. لكنها في حرب غزة حددت المقاومة وزعزعة الاستقرار والأمن الإسرائيلي أولوياتها، لتكتسب شرعيتها الحقيقية كحركة مقاومة.
نقلًا عن الاخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع