بقلم - عبلة الرويني
تحول إعلان مهرجان القاهرة السينمائي عن تكريم المخرج والمؤلف الفرنسي كلود ليلوش، في الدورة الأربعين للمهرجان المقبلة (٢٠ /٢٩ نوفمبر).. تحول الخبر إلي نقاشات حادة وجدل واعتراضات.. وتساءل البعض (لماذا ليلوش تحديدا المؤيد للصهيونية؟ لماذا تكريمه من بين كل السينمائيين المهمين في العالم؟)... وبالفعل سبق أن زار ليلوش إسرائيل أكثر من ١٠ مرات، مصرحا بأنها البلد الأقرب له، وأنه يشعر فيها كما لو أنه داخل وطنه.. وفي إحدي الزيارات لإسرائيل صرح (هذا البلد أحبه كثيرا، ودائما تعجبني فكرة أن المرء هنا يعيش مصاعب ومخاطر، حيث يتصارع الماضي والمستقبل مع الحاضر، ولكن التوتر وعدم الاستقرار يجعل التواصل أقرب)... المعترضون يطالبون بإلغاء تكريم ليلوش (المحب لإسرائيل) في مهرجان السينما.. بينما يري آخرون أنه من الصعب مقاطعة العالم بسبب زيارتهم لإسرائيل، أو حتي تصريحاتهم الإيجابية عنها!!.. خاصة وأن كلود ليلوش أحد أهم السينمائيين في العالم، وأحد رواد الموجة الجديدة في السينما الفرنسية والأوربية.
نفس الاعتراضات أو الجدل لحق بدعوة مهرجان الجونة السينمائي لسلفيستر ستالوني باعتباره تجسيدا لغطرسة القوة، ونموذجا للسوبرمان والحلم الأمريكي!!
لا أؤيد مطالبة البعض لمهرجان السينما بالتراجع عن تكريم كلود ليلوش، ليس فقط إدراكا لأهميته كأحد أهم المخرجين في العالم، الحاصل علي أهم جوائز السينما (السعفة الذهبية والأوسكار) لكن لأنه لا يمكننا صياغة العالم وفقا لمقاييسنا وتصوراتنا وحدها، ولا يمكننا إقامة حوار ثقافي، إذا كان الإقصاء هو منهجنا وإذا كنا لا نحترم الاختلاف... في الستينات عندما دعت مؤسسة الأهرام الكاتب والفيلسوف الفرنسي سارتر وسيمون ديبوفوار، لزيارة مصر للمرة الأولي والتعرف علي وجهها التقدمي، اشترط سارتر قبل الزيارة أن يصطحب معه مدير تحرير مجلته العصور الجديدة (كلود لانسمان) ذا الميول الصهيونية الصريحة، واشترط أيضا السفر إلي إسرائيل مباشرة بعد زيارته لمصر!!
نقلا عن الاخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع