بقلم-عبلة الرويني
قبل أكثر من عشر سنوات قامت الدنيا علي الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي،بعد ان تولي رئاسة تحرير مجلة( إبداع)بسبب تحديده شروطا للنشر في المجلة،تقتصر علي الراسخين من المبدعين..وبسبب تقسيمه للشعراء إلي(صفوة) و(حرافيش) معلنا الغضب علي قصيدة النثر، طاردا شعراءها من جمهوريته الفاضلة!!.. وطبعا احتج الشعراء الشباب علي هذا الموقف المتعالي،والرؤية الطبقية للإبداع والمبدعين!!..احتجوا علي إصرار الشاعر الكبير علي سيطرة لون واحد وذائقة واحدة وشكل واحد للقصيدة،.بينما الإبداع متعدد الصيغ والأساليب، يسمح لهم ولغيرهم بالتواجد والحضور..وفنون النخبة لا تسقط فنون الجماهير، والإبداع الخارج علي التقاليد والكاسر للقيم الجمالية السائدة، لا يعني إخراجه من الإبداع نفسه!!
ومثلما لم يستطع حجازي الوقوف في وجة الحرافيش،وتيارات شعراء قصيدة النثر،الذين ابتكروا طرقهم الخاصة في النشر عبر مجلات مستقلة، وعبر النشر الإلكتروني... لن يستطيع هاني شاكر نقيب الموسيقيين الوقوف في وجه مطربي الميكروباصات والتكاتك، ولا مطاردة مطربي المهرجانات، ولا حتي تنقية الفن وتعقيمه من الإسفاف والهبوط...هاني شاكر نفسه أول من يدرك هذا، لأن هؤلاء المطربين ليسوا أعضاء بنقابة الموسيقيين، هم خارج سيطرة النقابة وقوانينها،يتحركون في فضاء مفتوح،خارج كل الشروط والرقابة!!..واذا كان الأمن يستطيع منع حفلاتهم العامة، فإن إنتشارهم الأكبر علي مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب والأفراح الشعبية، محققين نسب مشاهدة وانتشارا يتسع يوما بعد الآخر!!...مواجهة الفن الهابط،لن تكون بالمنع والمصادرة،فقط نتركه يتساقط بمفرده.. بينما تتكاتف الجهود علي الارتقاء بالفن وتطوير أدواته، وفتح مجالات جديدة لاكتشاف المواهب ودعمها،والعمل علي الوصول بشكل راقٍ إلي الجمهور.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع