بقلم: عبلة الرويني
خطفت الإعلانات علي شاشة التليفزيون الأنظار من سوق الدراما في رمضان.. خطفت النجوم، وخطفت الأموال أيضا... بورصة إعلانات النجوم خيالية في أرقامها.. حصل عمرو دياب علي ٢٢ مليون جنيه ويشارك معه في الإعلان ١٠ من النجوم بملايين أخري بالتأكيد، إضافة إلي سعر دقائق البث علي الشاشة!!.. (لا أعرف طبيعة أرباح المنتج المعلن عنه، إذا كانت إعلاناته، تتجاوز كل هذه الملايين )؟!.. محمد رمضان حصل علي ٦ ملايين جنيه والنجم العالمي فان دام الذي يشاركه الإعلان حصل علي ٨ ملايين (٧٥٠ ألف دولار)... وحصلت نانسي عجرم علي ٥ ملايين جنيه، بينما حصل تامر حسني علي ٣٫٥ مليون جنيه!!... بورصة الإعلانات المرتفعة هي طاقة القدر هذا العام لكثير من الفنانين كما عبرت إحدي الفنانات (بعد إغلاق أبواب الدراما في وجوهنا هذا العام، وبعد تخفيض الأجور، وتخفيض إنتاج الأعمال الدرامية، وجلوس الفنانين في بيوتهم دون عمل، جاءت الإعلانات بابا واسعا للرزق.. فالإعلانات ليست فقط النجوم الكبار، لكنها أساسا فرصة ومصدر دخل لجيوش من الفنانين الصغار والفنيين وراء الكاميرا)!!..
إعلانات هذا العام تحولت إلي عمل فني متكامل، له مؤلف وملحن ومطربون نجوم وسيناريو ومخرج بالطبع.. وهو ما ساهم في ارتفاع مستوي الإعلانات فنيا (دون علاقة بطبيعة السلعة المعلن عنها)!! كما في إعلان أصالة عن أحد المجمعات السكنية.. والمبالغة في تقديم قصيدة باللغة الفصحي، والمبالغة في الأداء المنفعل وكأنها في مهمة قومية!!...
ضخ كل هذه الملايين من الأموال في إنتاج الإعلانات، ربما يفتح مجالات العمل لكثيرين.. لكن أيضا يفرض السؤال عن كل هذه الملايين؟!.. وحجم أرباح الشركات المنتجة لهذه الإعلانات؟!.. وإذا كانت الملايين بهذه الكثرة الزائدة، فلماذا لا توجه لمشاريع تنموية ومشاريع خدمية.. بدلا من صرف الملايين علي إعلانات، ثم تطالب المواطن الغلبان بالتبرع بالقليل من جنيهاته