بقلم-عبلة الرويني
عندما سألت الشاعر سميح القاسم يومًا عن الفارق بينه وبين صديقه محمود درويش.. قال »إنني الأكثر صبرًا، جمل المحاميل القادر علي الاحتمال والمكاره».... هي نفس الحكاية القديمة... تعض أصبعي وأعض أصبعك.. ومن يصرخ أولا، يكون هو الخاسر والأضعف.. ليس الأضعف فقط، والأقل احتمالًا، لكنه أيضا من يمنح خصمه قوة الانتصار.. فحين يطلق صرخته، يكون في نفس اللحظة يطلق أصبع خصمه ويحرره!!.... لكن سميح القاسم وأيضا الحكاية القديمة، ليست دقيقة تمامًا، حين تطلق الصفة علي امتدادها، ليكون الأصبر أصبر دائمًا، ويكون الأقوي أقوي دائمًا... برغم أننا نحتمل أحيانًا، ولا نحتمل أحيانًا أخري... ونحتمل حين نظن أننا غير قادرين علي الاحتمال والصبر... جميعنا يصيبنا الضعف، وجميعنا نمتلك القوة والثقة والقدرة علي مواجهة العالم.. أحيانًا ننتظر من يقف إلي جوارنا، يساندنا ويؤازرنا.. وأحيانًا أخري نكون علي استعداد لأن نحارب وحدنا...
كثيرًا ما تصورت نفسي كائنًا هشًا، يتهاوي مع أول الآلام، يتهاوي حتي ما قبل الألم... مجرد الفكرة تصيبني بالدوار، واحتمالات الوجع تصيبني بالترنح... لكني علي امتداد العمر والتجربة، تحملت ما فوق الألم.. احتملت الحياة نفسها، وخرجت رابحة...!!
لا تتصور أنك الأقل صبرًا، أو الأقل قدرة واحتمالًا.. لا تتصور أنك الأضعف... في التجربة ستكتشف نفسك، ستكتشف قوتك، وتكتشف طاقتك الهائلة علي الاحتمال.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع