بقلم : عبلة الرويني
يوم ارتفع العلم الإسرائيلي في سماء القاهرة، قبل 38 عاما (1980) ابتكر المصريون احتجاجهم الغاضب بتعليق مليون علم فلسطيني علي صدورهم... لم يكن ممكنا بسهولة مشاهدة العلم الإسرائيلي، المرفوع أعلي الطابق الأخير من بناية علي نيل الجيزة.. كانت شقة الفنانة ماجدة، استأجرها الإسرائيليون كأول مقر لسفارتهم!!.. بدا العلم متواريا وصغيرا بتعمد وربما بخوف، لكنه كان كافيا لتدنيس سماء القاهرة، وتدنيس هوائها (خلاني كرهت أشوف تاني).. حين أشرت للكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس، إلي العلم فوق السفارة الإسرائيلية، أمتقع وجهه وتقلصت ملامحه وأخرج حبة مهدئ من حقيبته الصغيرة وتناولها، وغادر المكان سريعا، نادما علي مجيئه!!.. علم صغير لم يستطع أن يكبر، أو يمتد خارج تلك الشقة الصغيرة.. كما لم تستطع السفارة الإسرائيلية اختراق أي نشاط في القاهرة، المرة الوحيدة التي شاركت في معرض الكتاب 1988 تم تحطيم معروضاتها وحرق علمها وتصاعدت التظاهرات والاحتجاجات، ولم تستطع بعدها إلي اليوم دخول معرض الكتاب أو مهرجان السينما أو مهرجان المسرح أو أي احتفال ثقافي فني آخر.. سنوات طويلة لم تجرؤ السفارة الإسرائيلية علي الاحتفال بذكري قيامها (عام النكبة) أقصي ما يفعلونه، هو الاحتفال داخل السفارة في صمت!.. واليوم رغم نصيحة الحكومة المصرية، وطلبها من السفارة الإسرائيلية، عدم الاحتفال خارج السفارة، إلا أن السفارة الإسرائيلية قررت بصفاقة (وطبعا بضعف منا) أن تخرج إلي قلب القاهرة.. أن تكون الفضيحة علنية وعلي ضفاف النيل، ويكون الاحتفال في فندق ريتزكارلتون (ليست دعاية طبعا اسم الفندق) فقد أصبح اسمه المتداول بين المصريين (ريتز من عمل الشيطان)!!
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع