بقلم: عبلة الرويني
وجع يشبه أباه.. فقر ومرض وغربة.. لا أهل ولا وطن ولا مثوي أخير!!... نهاية قاسية لحيوات أكثر قسوة وألم... واستغاثة تبحث عن مدد وعون وقلوب، أو تبحث عن أرض أخيرة لشهدي نجيب سرور في محنته الأليمة بأحد مستشفيات الهند، يعاني من سرطان الرئة من الدرجة الثالثة أو الرابعة!!.. استغاث(فريد) الأخ الأصغر.. واستغاثت (أمل سرور) ابنة العم.. ولم تستغث الأم الروسية (ساشا) ربما لا تعلم هي المريضة بألزهايمر شيئا عما أصاب ابنها!!.....
سارعت د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة بالاستجابة، والبحث عن مد يد العون والعلاج علي نفقة الدولة... وربما يحتاج الأمر إلي تدخل آخرين من رجال الأعمال، كما طالب المخرج يسري نصر الله مخرج فيلم (سرقات صيفية) الذي شارك شهدي في بطولته يوما.. لكن شهدي لم يكمل مشوار التمثيل، هو الخبير الإلكتروني ومصمم المواقع الفذ.. صمم موقع (الأهرام ويكلي) وكان من رواد تطوير الإنترنت في روسيا.. لكنه ترك كل ذلك، واختار العيش في الهند بحثا عن حياة أكثر بساطة وهدوءاً، برغم صعوبات عدم الاستقرار في عمل، وعدم توافر دخل ثابت.. إلي أن داهمه السرطان وحيدا وغريبا.. وممنوعا من دخول مصر، منذ أن فر هاربا من حكم قضائي ضده بالسجن لمدة عام، بتهمة بث مواد منافية للآداب، بعد قيامه ٢٠٠٢ بنشر قصيدة والده نجيب سرور »أميات» والتي تعد واحدة من قصائد الهجاء السياسي الحادة والخادشة.. الغريب أن القصيدة غير ممنوع نشرها، ولم يصدر ضدها أي حكم قضائي... وكأن شهدي صورة أخري من دراما الألم العظيم الذي عاشه نجيب سرور... بينما كانت وصيته الأخيرة إلي ابنه شهدي:
(يا بني بحق التراب.. وبحق نهر النيل
لو جعت زيي.. ولو شانقوك..
ما تلعن مصر
اكره واكره واكره..
بس حب النيل وحب مصر