بقلم: عبلة الرويني
»نفتح الشباك والا نقفله».. سؤال لطفي الخولي في مسرحية ( القضية).. يبدو أنه تحول إلي سؤال عام في وزارة التربية والتعليم.. نفتح التعليم ونحدثه ونطوره رغم التحديات والصعوبات والخيبات؟.. أم نغلقه ونتركه علي وضعه القديم المتردي والمتهالك؟..
د.طارق شوقي وزير التعليم، هو نفسه موضع سؤال وموضع حيرة أيضا.. لديه كل الأسباب والعلم والفهم والخبرات التي تجعلنا ندافع عنه ونتباهي به كعالم رياضيات وخبير عالمي في تطوير التعليم... ولديه أيضا كل الأسباب التي تجعلنا نتحفظ علي ما يقدمه من مغامرة، لا تنتهي بالفشل، لكن أيضا لا تنتهي بالنجاح!!.. هل د.طارق شوقي قادر بالفعل علي تحقيق خطط التطوير الطموحة للمنظومة التعليمية؟.. أم أنه مجرد حالم كبير، لا يقف علي أرض صلبة في الواقع!!
هتف طلاب الصف الأول الثانوي ضد وزير التعليم، مطالبين بإلغاء نظام التعليم الجديد، بعد أن ارتبك »التابلت» بوقوع »السيستم» أثناء تأدية الامتحانات!!... لكن هل نظام التعليم الجديد، هو مجرد استخدام الطلبة للتابلت؟ هل هو الامتحانات الرقمية فقط؟.. أم هو منظومة تطوير متكاملة متعددة ومتشابكة الأبعاد..
وبعيدا عن ارتباك »السيستم» ووقوعه أثناء الامتحانات، وتأثير ذلك سلبيا علي الطلاب... هناك طابور طويل من المتضررين من تطبيق النظام التعليمي الجديد، يقفون بالطبع بضراوة ضد تنفيذه... أولهم مافيا الدروس الخصوصية، ومافيا الكتب الخارجية، وكل أصحاب المصالح المنتفعين من العملية التعليمية القديمة، والتي لا مكان لهم في المنظومة التعليمية الجديدة!!.... لكن أيضا هل يمكن بذر البذور قبل حرث الأرض؟ كيف يمكن تطبيق المنظومة التعليمية الجديدة، دون بني تحتية أساسية بالمدارس.. دون جاهزية منظومة الاتصالات.. دون إمكانات وآليات إحداث التطوير