بقلم - عبلة الرويني
كثيرون ابدوا ضيقهم من حالة التعاطف العامة مع المهرب السوهاجي الصغير،معترضين علي التعاطف مع سارق ومهرب..كتب الزميل عاطف النمر(لا فارق بين جريمة كبيرة وجريمة كبيرة..بين لص صغير ولص كبير،فالجميع خارج علي القانون)!!..وعلي بريدي الإلكتروني كتب القارئ محمود يحيي سعد الدين(بصراحة أنا لا أقتنع بكلامكم ولا أستجيب له..لماذا؟ هل حضرتك سمعتي تبرير أبو الولد مع نشأت الديهي..واحد عنده فرن وتاجرتموين وحاجة تانية،ابنه بيتكلم عن الغلابة!!..طب مايشتغل مع أبوه في الحسابات.. ولا حرام!!)..
وبالتأكيد لا أحد يبررالسرقة، ولا أحد يدافع عن التهريب، ويقبل الجريمة، كبيرة كانت أو صغيرة(رغم اختلاف الدواعي والأسباب)..ولا أحد أيضا جعل من الطفل السوهاجي بطلا، ولا من السلوك الخارج علي القانون، نموذجا يحتذي، يبرره أو حتي يتعاطف معه...التعاطف لم يكن مع بطولة(غير موجودة)ولكن مع (ضحية)ساطعة لظلم اجتماعي يقع علي الجميع..لا يهم أن كان والد الطفل يمتلك فرنا أو متجرا أو حتي ميسورالحال، فالواقعة بدلالاتها الممتدة تجاوزت الحالة الفردية، إلي خلل الوضع العام، والتمييز في تطبيق القانون..الكيل بمئة مكيال، لا مكيال واحد،الجميع أمامه سواسية..الموضوع الذي أثارالتعاطف وأثار الوجع أيضا،هو غيبة العدالة الاجتماعية، وغيبة العدالة عموما..دفعت بالطفل الصغيرلأن يصرخ بحرقة في وجه المذيعة (أنت ماحساش بالناس) لتتجاوزالعبارة المؤلمة، حدود الحوارالشخصي، تتجاوز الطفل والمذيعة،الي مجتمع عام يعاني فيه الكثيرون هذا القهر وهذا التميز..ليس الولد السوهاجي بطلا.. لكن الجميع يدرك كم هو ضحية..!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع