بقلم: عبلة الرويني
فعلها أيضا محمد صلاح..كما سبق وفعلها الشاعر محمود درويش..حين وقف الآف الفلسطينيين في طابور طويل،علي أبواب قريته يلوحون له، في انتظار مشاهدته وتحيته..يومها صرخ درويش(أنقذوني من هذا الحب القاسي)!!..ليس رفضا للحب بالطبع، ولا اعتراضا عليه، لكن عدم القدرة علي تحمل حصاره وأعبائه.. نفس ما فعل أهالي قرية (نجريج) محافظة الغربية، حين حاصر الآف بيت محمد صلاح، إلي حد قيام الأمن بمنع خروجه لصلاة العيد،حفاظا عليه...وهو ما عبر عنه صلاح في تغريدة غاضبا(اللي بيحصل من بعض الصحفيين ومن بعض الناس..مش عارف اخرج من البيت عشان أصلي العيد..دا مالوش علاقة بالحب..دا يتقال عليه عدم احترام خصوصية وعدم احترافية)...وبرغم أن صلاح منذ عودته إلي قريته، وبيته مفتوح طوال اليوم، لكل من يريد السلام عليه وتحيته والتصوير معه..لكن تغريدته الغاضبة لم تعجب البعض ووصفوه بالتعالي!!
وقبل أيام أثارت أيضا صورة محمد صلاح مع أبو تريكة في العاصمة الأسبانية، بعد فوز ليفربول بكأس أوروبا..أثارت غضب البعض متسائلين في استنكار(هو صلاح مش عارف أن أبو تريكة إخوان؟ وأنه علي قائمة ترقب الوصول للقاهرة؟)..وما يعرفه صلاح جيدا أن أبو تريكة هو أكثر الرياضيين الداعمين له..وأنه سبق ولعب إلي جوار أبو تريكة في الملاعب،يوم كان أبو تريكة من أبرز اللاعبين،وكان مثالا وقدوة لصلاح ولكثير من اللاعبين...
محاصرة صلاح علي هذه الصورة، هي بالضبط الحب القاسي..الحب الخانق..الحب الذي يقيد الحرية، ويمنع الحركة ويحاصر الخصوصية..حب يطالب صلاح بأن يفكر كما نريد، ويتكلم كما نريد، ويخطو كما نريد..يضحك في وجوه من نريد أن يضحك لهم، ويعبس في وجوه من نريد أن يعبس لهم...حب قاس ربما هو عكس الحب أحيانا