بقلم - عبلة الرويني
هو درس وعظة وقيمة واستثناء..ليس لأنه يشغل منصب الوزير،وليس لأنه ابن لخفير، وليس لأنه يفتخر ويتباهي بأسرته البسيطة وأصله الطيب،وباجتهاده وكفاءته وكفاحه..لكن لأن د.محمد معيط وزير المالية، نموذج متعدد المعني والدلالة والقيمة،في مجتمع اختلفت معاييره،وتهاوت قيمه في كثير من الأحيان..الحصول علي وظيفة مرموقة تحديدا،محكوم في الأغلب برؤي طبقية وعنصرية وعلاقات ومصالح..ومازلنا نذكر حادث خريج كلية السياسة والاقتصاد،الذي تقدم للعمل في الخارجية (وكان الأول علي دفعته)لكن رفض طلبه لعدم لياقته اجتماعيا،وهو ما دفعه إلي الانتحار!!..تصنيف طبقي لا علاقة له بالقيمه ولا بالكفاءة..تصنيف يعتمد التوريث أيضا،فابن الطبيب ينبغي ان يكون طبيبا، وابن القاضي قاضيا،وابن المهندس مهندسا، وابن الفقير يكون فقيرا بالضرورة!!..لا قيمه للعمل،ولا معني للكفاءة!!...د.محمد معيط وزير المالية، والذي وقف أمام مجموعة من الشباب،يقدم لهم تجربته فخورا بأبيه الخفير الذي أحسن علمه وتربيته.. درسا وقيمة وابنا بارا بأسرته، وابنا نجيبا لمجانية التعليم..في زمن اختلف فيه معني العلم والتعليم، اختلفت معاييره ووظيفته..أصبح التعليم أيضا طبقيا، للأثرياء فقط، من يملك له الحق في التعليم بصورة أفضل،ومدارس أفضل،ومعلمين أفضل..أما الفقراء فلا حق لهم ولا إمكانية،لا علم ولا تعليم،ولا دراسة ولا مدارس!!...د.محمد معيط نموذج استثنائي للاجتهاد والكفاءة، واحترام الذات والتصالح معها والرضا والصدق والثقة في النفس والاعتزاز بها..في واقع يحكمه الإدعاء والزيف والأقنعة،يشترون لأنفسهم أنسابا وتواريخ وألقابا ومكانة، لكنها لا تضيف إليهم شيئا،سوي المزيد من الزيف والأقنعة!!...
د.محمد معيط وجه بلا أقنعة،بلا ادعاء...
نقلا عن الاخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع