بقلم : عبلة الرويني
في المقاهي والبارات يجلس دائما في مواجهة المرآة، ليري نفسه عن قرب، ويري كل وجوة الجالسين خلفه، مستمتعا بالحوارمع الذات، ومع الأخرين!!..تماما كما يفعل في المسرح، يجلس محمد أبوالسعود في صالة المسرح، في مواجهة الممثلين الموجودين فوق خشبة المسرح، ليتواصل حوارالمرايا بين المخرج والممثلين، وبين العمل المسرحي والجمهورالجالس في صالة المسرح..
جمع المخرج محمد أبو السعود أوراقه ويومياته المسرحية منذ بداية عمله بالمسرح 1988 حتي آخر مسرحية قدمها العام الماضي (إفريقيا أمي) لتصدر قريبا في كتاب... أكثر من 20 مسرحية تشكل مشروعه الجمالي بصياغته المشهدية اللافتة، وسينوغرافيا أقرب للقصيدة.. يكتب أبو السعود الشعر، وحين تقرأ قصائده تشعر أنك فوق خشبة المسرح.. وحين تشاهد عروضه المسرحية تشعر أنك داخل القصيدة!..
في الأغلب لا يعمل أبو السعود إلا مع الممثلين الهواة.. هم الأقدر علي احتمال البروفات الطويلة والميزانيات الفقيرة وديكتاتورية المخرج.. مرة وحيدة تعامل مع الممثلين النجوم.. وكانت عايدة عبد العزيز في (أحلام شقية) لسعد الله ونوس.. ولأن أبو السعود شاعر وكاتب ومترجم، فهو دائم التدخل في النص الذي يخرجه والعمل كدراماتورج.. ومرة وحيدة أيضا في (أحلام شقية) لم يستطع التدخل في النص، كانت عايدة عبد العزيزة حارسة لنص ونوس، إلي حد الاشتراط علي أبو السعود عدم المساس بالنص، والاكتفاء فقط بدوره كمخرج!
علي امتداد مشواره المسرحي، خلال ثلاثين عاما، انشغل أبو السعود بالأسئلة الكبري (الحرب).. (الثورة).. (الفن) قدم ما يقرب من 20 مسرحية نصفها يتناول موضوع الحرب.. ( لير) وحروب البوسنة والهرسك.. (أنتيجون) وحصار بيروت.. (البلكونة) أو حصار رام الله.. (ربيع الدم)، (سبعة ضد طيبة)، (حرب الفالوجة) والحرب العراقية.. وفي كل مرة تنتهي المسرحية، لا تنتهي الحرب.. تشتعل أكثر في الواقع، وتتوهج في عرض مسرحي جديد
نقلا عن الاخبار القاهريه