بقلم : عبلة الرويني
ولا حتي في الحكايات الخرافية يتم تفكيك الآثار ونزعها من أماكنها، لتخزينها وحفظها في الخزائن الحديدية خوفا من اللصوص!!.. لا توجد دولة في العالم تنزع الشبابيك والأبواب والمنابر والأحجار والتماثيل، والمقتنيات الأثرية لوضعها في المخازن وحمايتها، بدعوي عدم القدرة علي حراستها!!.. لكن وزارة الآثار المصرية (الذكية) تفتق ذهنها علي حل عبقري لم يرد علي خيال أحد من قبل، وهو نزع الأثر وتفكيكه، ووضعه في المخازن، لصيانته وحمايته من اللصوص!!
حدث هذا بالفعل.. واستصدرت وزارة الآثار، قرارا من مجلس الوزراء، بنزع القطع الأثرية من المساجد الإسلامية، ووضعها في مخازن متحف الحضارة، لحين عرضها في القاعة الإسلامية بالمتحف!!... القرارالصادر برقم 100 لسنة 2018 ينص علي نزع 55 منبرا من مساجد القاهرة الإسلامية، و60 قطعة أثرية من مشكاوات وثريات وكراسي مقرئين!.. وبالفعل بدأ أول تطبيق للقرار هذا الأسبوع، بتفكيك (منبر مسجد ومدرسة أبو بكر مزهر) بحارة (برجوان) ويرجع تاريخ إنشائه لعام 1480 ميلادية، في عهد المماليك الجراكسة!!
ولأن المريب يكاد يقول خذوني، شمل القرار توصية بعدم الإعلان عن الموضوع!!.. بما يعني الوعي بالكارثة والمصيبة التي يقومون بها!!... وهي كارثة بالفعل، فما تم تفكيكه، وما سيتم تفكيكه من منابر المساجد، لا يمكن إعادته مرة أخري إلي مكانه (بحسب خبراء الآثار).. يعني ما يحدث هو تفريغ الآثار الإسلامية من هويتها وكنوزها، وتحطيم لتاريخها وجمالياتها، وطبعا هو شكل من أشكال تخريب السياحة الدينية أيضا!!.. وينص القرار علي عمل مستنسخات بديلة للقطع الأثرية المنزوعة من المساجد، لسد الفراغات!! وهو تقنين رسمي للفساد، يفتح مئات الأبواب أمام مافيا الآثار للتبديد والسرقة والتهريب
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع