بقلم-عبلة الرويني
لماذا يجب أن نتذكر أحبابنا؟... ونتذكر مبدعينا ومفكرينا ورموزنا وقيمنا الفنية والثقافية، وكل من ترك ملامحه خضراء وارفة علي جدران القلب، وجدران الوطن؟...
نتذكر أحبابنا.. ويجب أن نتذكرهم، حتي لا نألف عتمة الأيام حولنا، ونعتاد وحشة القبح الذي يحاصرنا!... نتذكرهم لنحمي أنفسنا، ونصون أرواحنا، ونضيف إليها.. الذكري لا تضيف إلي الغائبين.. لا تستحضرهم لمنحهم شيئا، ولا تستدعيهم من أجلهم، لكن من أجلنا نحن.. الذكري تستحضرنا نحن، وتضيف إلينا نحن.. تحفظ حياتنا من التلاشي والنسيان وسط عنف الأيام حولنا.. تجدد حياتنا، تزيد من عذوبتنا ورهافتنا.. وتعمق مشاعرنا وإنسانيتنا.
في أسبوع واحد مرت ذكري عبد الحليم حافظ (٣٠مارس) وذكري أحمد زكي (٢٧مارس)... موهبتان ومشاعر استثنائية حملتا من الصدق والحب والحزن أكثر مما احتواه الواقع.. عبد الحليم حافظ ٢٣٠ أغنية و١٦ فيلما سينمائيا، وحضور وجماهيرية غير مسبوقة.. صوت هو محض إحساس وعذوبة وقدرة علي التعبير بصدق، لم يمتلكها أحد غيره.. صوت أعاد ترتيب القيم الجمالية للصوت، ليتقدم الإحساس وصدق الأداء والتعبير، قبل قوة الصوت... نفس الصدق، ونفس الحب والحزن واليتم والمرض والموهبة الاستثنائية، ومن خلال ٥٦ فيلما سينمائيا، أصبح أحمد زكي أهم ممثل عرفته شاشة السينما المصرية والعربية... مرت ذكري الحاضرين دائما، وهما يزدادان حضورا وألقا.. لا نشعر بخسارة فقدهما، بقدر ما نشعر بحجم ما ربحته أرواحنا معهم، وما أضافوه من عذوبة إلي حياتنا.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع