بقلم - عبلة الرويني
كل مشاريع تطوير القاهرة، وكل محاولات استعادة بهائها الجمالي وهويتها البصرية، تنشغل فقط ببرامج تطوير وترميم المناطق والأبنية الأثرية والمتاحف، والقاهرة التاريخية والقاهرة الخديوية (بالطبع تلك خصوصيتنا الحضارية، وعمق القاهرة الجمالي.. وبالطبع هو جهد مهم ولازم ومشكور).. لكن الهوية البصرية للقاهرة، وإعادة صياغة الجمال ليس ذلك وحده، بل أي تصور جمالي لا معني له، وسط تفاقم مشكلة (القمامة)!!.. وأي رؤية بصرية وحضارية، لابد أن تبدأ بالعمل علي استعادة نظافة القاهرة، وانضباط شوارعها وإخلائها من الإشغالات العشوائية، وربما العودة أيضا إلي أزمان رش الشوارع وغسلها بالماء والصابون!!.. يحتاج مشروع تطوير القاهرة واستعادة هويتها الجمالية، إلي التفاتات كثيرة جدا.. تنسيق حضاري لاستخدام الألوان في المدينة.. عشوائية الألوان وقبح استخدامها تكاد تكون ملمحا بصريا يعصف بجمال القاهرة.. تنافر ألوان العمارات المتجاورة، وأحيانا تحتوي العمارة الواحدة ألوانا غير متناسقة بصورة تزعج العين والقلب معا!.. لوحات الإعلانات واللافتات المنتشرة في الشوارع والميادين بحاجة إلي أسس ومعايير لتنظيم وجودها.. قال لي سائق التاكسي إن ارتفاع صناديق الإعلانات فوق كوبري أكتوبر منخفض، للدرجة التي تحدث احتكاكات كثيرة مع السيارات العالية، وتعوق حركة السير!!.. حجم الإعلانات وألوانها وطريقة وضعها العشوائي في الطرق، بحاجة إلي إعادة نظر ومراجعة، وإلي صياغة بصرية تشكيلية يمكن توظيفها في إعادة الهوية الجمالية للمدينة.. محطات مترو الأنفاق بحاجة إلي لمسات ورؤية جمالية تمنحها طابعا وهوية.. فهي في الأغلب محطات فقيرة بصريا إلي حد القبح، قياسا إلي محطات أنفاق كثيرة في دول أخري، محطاتها فعليا متاحف وجاليرهات ومزارات سياحية (محطات مترو أنفاق موسكو)!..
المساحات الخضراء!.. الجداريات بالشوارع!.. التماثيل!.. النوافير!.. الإضاءة!.. كل تفاصيل المدينة بحاجة إلي إعادة نظر جماليًا.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع