بقلم : عبلة الرويني
في التحقيق الصحفي حول (القصور الأثرية) المنشور أول أمس بجريدة الأخبار، كشف الزميلان عبد الجليل محمد ومحمد وهدان حجم التبديد والإهمال الذي تعاني منه القصور، والعجز عن حماية الآثار وصيانتها!!.. ولا أدري ما هي مشكلة وزارة الآثار المستعصية دائما عن الحل، علي اختلاف وزرائها.. سرقات لا تنتهي للآثار دون قدرة علي الحماية.. تداعٍ وانهيارات للأثر دون اهتمام بالترميم والإصلاح.. ولعل كثيرا من القصور الأثرية التي قدمها التحقيق الصحفي، تكشف حجم الخراب اللاحق بالقصور.. (قصر رضوان باشا) بحارة الخيامية بشارع المعز، تحول إلي أطلال ومغالق تشون فيها الأخشاب!!.. و(قصر السكاكيني) بالضاهر، أقدم القصور في مصر1897 وهو أيضا أحد التحف المعمارية، تحول إلي خرابة، الشروخ أصابت أركانه واختفت ألوانه الزاهية، رغم العديد من الشكاوي التي تقدمت بها أسماء البكري حفيدة السكاكيني، مطالبة بالترميم وصيانة القصر!!... طبعا القصور الملكية والتي تحولت إلي قصور ضيافة رئاسية (عابدين، القبة، الاتحادية، الطاهرة) وقصور أخري مثل (الأبلق، الأمير طاز، محمد علي، المانسترلي، البارون) هي قصور معتني بها وبصيانتها.. لكن هناك العشرات من القصور الأثرية الأخري.. بعضها تم هدمه، وبعضها لا يتبع وزارة الآثار، ضمن ملكيات خاصة، وبعضها تحول إلي مدارس (قصر طوسون بشبرا، قصر الملك فاروق بالعباسية، قصر شامبليون، قصر السرجاني) وقصور كثيرة جميعها بحاجة إلي صيانة وترميم، وبحاجة إلي بروتوكول مع وزارة التعليم للمحافظة علي الأثر.. وبرغم وجود إدارة خاصة بالقصور الأثرية بهيئة الآثار، ورغم العديد من المشروعات وخطط الترميم والتطوير، فكلها حبيسة الأدراج، والسبب المعلن دائما هو عدم توفر اعتمادات مالية.. والنتيجة أننا بالفعل أمام كارثة تبديد كنوزنا الأثرية وبأيدينا
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع