بقلم - عبلة الرويني
الناس غاضبة بالفعل بسبب وفد الفنانين الذي سافر إلي روسيا، لدعم المنتخب قبل مباراته مع روسيا، علي نفقة الشركة الراعية (تكلفة الفرد تذاكر طيران وإقامة 200 ألف جنيه)!!.. طبعا الفنانون ليسوا هم سبب الخسارة، ولا وراء أخطاء اللاعبين في الملعب، ولا وراء هزيمة المنتخب أمام روسيا.. لكن ما حدث ليلة المباراة، والإقامة في نفس الفندق، وزيارة البعض منهم لمعسكر المنتخب، والتصوير مع اللاعبين (قال شاهد عيان أن معسكر المنتخب كان سداح مداح)!! والسماح للقنوات الفضائية بالتصوير والتسجيل!!.. تظاهرة غير مسبوقة هي جزء من منظومة عشوائية تحكمنا، وهي منطق السوق التجاري التسويقي الذي فرضته الشركة الراعية للمنتخب.. ليس مهما المنتخب ولا المباراة ولا الرياضة، المهم فقط الإعلانات والدعاية والتجارة والشطارة ورأس المال!!...
شريف منير (أحد أعضاء وفد الفنانين في روسيا) بث فيديو غاضبا.. متسائلا (ما الذي ارتكبناه من خطأ، ليلقي علينا كل هذا اللوم؟ لماذا يهاجم الناس الفنانين، الذين أمتعوهم دائما، وكانوا سببا في سعادتهم يوما، لمجرد أنهم قبلوا دعوة لتشجيع المنتخب القومي؟)... وبالتأكيد الغضب ليس علي الفن، ولا علي الفنان الذي تمتعنا أعماله، وبالتأكيد لا يحمل الجمهور الفنانين أسباب الخسارة.. لكن الغضب علي السوق التجاري الذي تم افتتاحه بالمونديال، الغضب من تظاهرات الطبل والزمر الخاوي، من منهج الحشد الدعائي والترويج التجاري للسلعة!!... طبعا كرة القدم في كل العالم، هي سياسة واقتصاد ورؤوس أموال وصفقات وتمويلات وبيع وشراء ورهانات ودعاية ومافيا أيضا.. لكن يحدث ذلك خارج المستطيل الأخضر، بعيدا عن معسكرات التدريب.. لكن مجدي عبد الغني يصلي علي أرض الملعب في سان بطرسبورج، ورجل الأعمال أبو هشيمة ينشر صورته مع محمد صلاح داخل معسكر المنتخب، وفيفي عبده ترسل (5 مواه) للجميع!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع