بقلم : عبلة الرويني
بعيدا عن السياسة.. تتجاوز رؤي محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في تحديث المملكة.. تتجاوز خطوات الإصلاح إلي ثورة مدهشة.. بعد سنوات من حظر السينما، وربما تجريمها وتحريمها.. يفتتح في الرياض (18 أبريل) أول دار عرض سينمائي بالسعودية.. بعد أن وافق وزير الإعلام والثقافة (د.عواد العواد) علي إصدار تراخيص إقامة دور عرض في مختلف أنحاء المملكة.. وصرحت الشركة الأمريكية »إيه.إم.سي» صاحبة أول ترخيص لتشغيل السينما في السعودية، بافتتاح 40 دار عرض سينمائي، في 15 مدينة سعودية خلال السنوات الخمس المقبلة، وحددت الشركة التكلفة الأولية لتذاكرالسينما، بقيمة 50 ريال سعودي (250 جنيها) للتذكرة!.. بينما صرحت شركة »نيوانترناشيونال» البريطانية بإنشاء 30 صالة سينمائية في أنحاء المملكة.. خطوة هائلة، تتجاوز افتتاح دور عرض سينمائية إلي تحديث بنية المجتمع، والتركيز علي القوة الناعمة الثقافية، لتجسيد هذه الرؤية الإصلاحية، وتنمية الوعي وتطوير العقلية.. قبل أسابيع كانت زيارة النجم الأمريكي جون ترافولتا للرياض، بداية الإعلان عن افتتاح أول سينما بالسعودية!!.. وقبل أيام من افتتاح دار العرض السينمائي، كان الإعلان عن مشاركة السعودية للمرة الأولي في مهرجان (كان) السينمائي في مايو المقبل..!!
..قرارات تحديث المجتمع السعودي جريئة وقوية ومدهشة، بقدرتها علي هز سكون الواقع، والتخفف بقوة من القيود الاجتماعية التي كبلته سنوات.. وليس غريبا أن تبدأ قرارات التحديث بتمكين المرأة السعودية.. السماح بقيادة السيارات وقيادة الدراجات، وحضور مباريات كرة القدم، والحفلات الموسيقية والغنائية وحفلات السينما والعروض المسرحية (وكلها أمور كانت محظورة تماما ومحرمة أيضا)!!.. ثورة مدهشة ربما أخطر ما فيها، هو تحدي سلطة رجال الدين بالمملكة وجمود حركتهم وثبات أفكارهم.. أخطر ما فيها هو تحدي الوهابية المتشددة، وتقليص سلطة جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. والحرص علي تحقيق الإسلام الوسطي
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع