توقيت القاهرة المحلي 21:26:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة مصر الاجتماعية

  مصر اليوم -

أزمة مصر الاجتماعية

بقلم-عمرو هاشم ربيع

أين تقف مصر اجتماعيا؟ أين نحن من قضايا خطيرة ذات طابع اجتماعى؟ الحديث عن الأوضاع السياسية والاقتصادية رغم ما يعتريه من مشكلات، إلا أن الأزمة الاجتماعية تبدو مستفحلة.

الشأن السياسى يبدو حله - رغم القيود الكبيرة المحيطة- سهلا، يكفى أنه غير مكلف ماديا. فحالة الأحزاب السياسية والمجتمع المدنى وحالة حرية الرأى والتعبير فى مصر رغم ما يرصد من أوجاع تعانى منها، فهى فى النهاية لا ترتبط بشكل مباشر بأوضاع العامة. خاصة أولئك الذين يسعون إلى رغد العيش بغض النظر عن مناخ الحريات.

وحتى الأزمة الاقتصادية التى ترتبط بحالة الاقتصاد المصرى غير المعافى، تبدو مقارنة بالشأن الاجتماعى أيضا أفضل حالا. صحيح أن هناك أمورا متصلة بعجز الموازنة العامة للدولة، وعجز الميزان التجارى، وكبر حكم الدينين الداخلى والخارجى، والبطالة، وانخفاض قيمة العملة المحلية، إلا أن كل ما سبق وغيره لا يعد رقما مذكورا فى الوضع الاجتماعى الذى ما برح ينوء على حملة كل من المجتمع والدولة.

هكذا تبدو الأوضاع الاجتماعية فى مأزق غير مسبوق، يزيد منه ازدياد تعداد السكان، ويزيد من شدة وطئته الأزمة الاقتصادية. ما جعل البلاد تواجه أزمة كبيرة بين الشباب وغيرهم، وكذلك فى وضع المرأة، وأيضا بين المكونات الجهوية أو المكانية فى مصر سواء بين الريف والحضر أو بين الوجهين القبلى والبحرى وسيناء.

إن كل ما سبق من أوضاع تبدو مظاهره السلبية فى بروز أزمة فى التشغيل، والزواج، واستشراء العنوسة خاصة بين السيدات، وارتفاع معدلات الطلاق، وكثرة الأمية بين الناس خاصة لدى المرأة، وتدهور المستويات الصحية لدى قطاع معتبر من السكان، وحال التعليم المذرى فى مصر، وارتفاع معدلات الفقر بين الناس، وضعف الخدمات المقدمة واللازمة لحياة المواطن كالكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحى والنقل والاتصالات واستشراء التلوث والقمامة وارتفاع معدلات الجريمة... إلخ، وكل ما سبق من مشكلات سبب مشكلات أخرى أو فاقم من مشكلات متواجدة، فأصبحنا ندور فى حلقة مفرغة لا نعرف المشكلة باعتبارها سببا تارة واعتبارها نتيجة تارة أخرى.

ووسط اختفاء البدائل وضيق الأفق، وتدهور حال القيم الناتج عن ضعف قيمة القانون فى الحياة العامة تتفاقم تلك المشكلات، لكن لا تبدو الحلول رغم كل ذلك مستحيلة. مجتمعات كثيرة مرت بظروف أكثر سوءا، والآن انتقلت لمكانة أخرى. فى مقالات تالية نعرج إلى تلك المشكلات وسبل الخلاص منها. لكن وعلى أية حال فإن علماء الاجتماع مطالبون بأن يدلوا بدلوهم فى هذه المشكلات، أيضا الإعلام الذى ساهم فى تفاقم المشكلة مطالب أيضا بالسعى لحلها. المؤسسات الدينية من أزهر وكنسية على موعد لمواجهة تلك الأزمات المتتالية بالتنسيق مع الجهود الرسمية. المؤكد ونحن نحتاج إلى المال للخروج من تلك الأزمات أن يقوم رجال الأعمال بدورهم الاجتماعى، بعدما عزف كثيرون منهم عن هذا الدور. المهم إدراك أن هناك ضوءا فى نهاية النفق، لكن بالإصرار يمكن اجتياز الصعاب... وكل عام وأنتم بخير.

نقلا عن المصري اليوم 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة مصر الاجتماعية أزمة مصر الاجتماعية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon