توقيت القاهرة المحلي 20:40:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنى لك من تدبير منظومة الصحة لكل ذلك؟

  مصر اليوم -

أنى لك من تدبير منظومة الصحة لكل ذلك

بقلم - عمرو هاشم ربيع

الصحة إلى جانب التعليم هما الملفان الشائكان فى الشأن الاجتماعى المصرى قاطبة. فى حديث مطول فى الوطن الخميس الماضى، ذكرت د.هالة زايد وزيرة الصحة أمورا كثيرة مهمة، وبعضها جيد، لكنها حملت فى طياتها عشرات الأسئلة التى لم تستطع الوزيرة أن تجيب عنها، بل إن هذا الحديث زاد من إرباك المواطن أو القارئ على إرباكه.

الأمر الأول، أن الوزيرة تحدثت عن ثلة من المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة، «قوائم الانتظار»، «100 مليون صحة»، «المستشفى النموذجى»، «ألبان الأطفال». وإذا أضفنا لذلك مبادرة غير متصلة بالصحة مثل «تكافل وكرامة»، «حياة كريمة» وغيرها لأصبحنا نشخصن قضايا مصر، ونعلق مصير الملايين على مبادرات رئاسية، بدلا من أن تكون لدينا مؤسسات عاملة بشكل جاد ومعتبر.

الأمر الثانى، أن الوزيرة ذكرت إحصاءات مربكة وغير مفهومة، فمثلا عندما أشارت إلى قوائم انتظار للعمليات الجراحية لـ17888 عملية جراحية تحتاج لمدى زمنى 6 أشهر، وأن تلك العمليات انتهت فى 62 يوما فقط، دون أن تذكر كيف تم ذلك. كما أنها عادت وذكرت أنه تم إنجاز 86 ألف عملية جراحية فى 3 أشهر.

الأمر الثالث، تحدثت الوزيرة عن أزمة رواتب الأطباء، وخاضت فى أرقام خيالية، فوضعت للطبيب راتب 10-12 ألف جنيه فى الوحدة الصحية، و15-20 ألف فى المستشفى، وتزيد تلك المبالغ فى حالة الاستشارى، لكنها لم تجب عن كيفية توفير تلك المبالغ والاعتمادات المالية؟، خاصة أن البرلمان عزف كثيرا عن مساءلة الحكومة على عدم تنفيذ ما نص عليه الدستور فى م18 «... تلتزم الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومى للصحة لا تقل عن 3% من الناتج القومى الإجمالى تتصاعد تدريجيًا حتى تتفق مع المعدلات العالمية....».

الأمر الرابع، أشارت الوزيرة إلى وجود نقص فى عدد الأطباء مقارنة بعدد السكان، دون أن تحمل سياسات الدولة الحالية والسابقة المسؤولية الكاملة عن وضع مجاميع التحاق خيالية بكليات الطب، وهجرة الأطباء بسبب الرواتب وسوء الإدارة للعمل فى المستشفيات الحكومية عن طريق العمل فى القطاع الخاص مؤقتا، وبالاستقالة من وزارة الصحة، أو العمل فى بلدان الخليج، أو الهجرة الدائمة خارج مصر.

الأمر الخامس، تحدثت الوزيرة عن علاج نقص الأطباء بإنشاء 4 كليات طب جديدة، دون أن تحدد سبل الخروج من عجز الأطباء خلال السنوات الخمس التالية، لا سيما وأنها ذكرت أننا فى حاجة إلى 10أضعاف العدد الحالى المتواجد والعامل من الأطباء.

الأمر السادس، ذكرت الوزيرة أنها أصدرت قرارا بتحمل الوزارة جميع نفقات الدراسات العليا للأطباء، وأشارت لمبادرة رئاسية جديدة (تذكر للمرة الأولى) بسفر الأطباء عقب التخرج لمدة شهر واحد لتلقى تدريب فى الخارج، وكذلك تحسين سكن الأطباء، وتوصيل المؤسسات الصحية الحكومية بشبكة واى فاى، دون أن توضح كيفية تدبير كل ذلك.

الأمر السابع، وضعت الوزيرة إدارة 4 مستشفيات ترتبط بتأسيس 4 كليات طب آنفة الذكر فى رقبة وزارة التعليم العالى، رغم أن إلحاق المستشفيات بوزارات غير وزارة الصحة (التعليم/ الداخلية/ الكهرباء.. إلخ) هو نظام من أسوأ الأمور التنظيمية الذى لم يوجد له مثيل فى العالم.

الأمر الثامن، ربطت الوزيرة تحمل اشتراك الأسرة المستفيدة من التأمين الصحى، الذى سيبدأ ببورسعيد 30 يونيو القادم، بالدخل الفعلى وليس الأساسى للأسرة، دون أن تضع أى وسيلة لمعرفة هذا الدخل، والذى علقت معرفته برقبة وزير المالية، الذى بدوره عجز هو ومن قبله عن معرفته.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنى لك من تدبير منظومة الصحة لكل ذلك أنى لك من تدبير منظومة الصحة لكل ذلك



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon