بقلم - عمرو هاشم ربيع
اليوم يبدأ تصويت المصريين فى الخارج.. يستمر التصويت لثلاثة أيام وفقًا للجدول الزمنى الذى أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات. ففى 120 دولة و137 مقرًا يبدأ التصويت اليوم الجمعة من التاسعة صباحًا إلى التاسعة مساءً حسب التوقيت المحلى لكل دولة من الدول الـ120.
مقرات الانتخاب هى السفارات والقنصليات المصرية، وأى مكان آخر توصى به وزارة الخارجية، وتبلغ به الهيئة الوطنية للانتخابات لتعتمده مقرًا انتخابيًا.
مشاركة المصريين فى الخارج هى أحد مكاسب 25 يناير2011، حيث كانت المكاسب الانتخابية يومئذ كبيرة ممثلة فى الفرز فى مقرات الاقتراع والأخذ بقاعدة الرقم القومى كأساس لتحديد الهيئة الناخبة، علاوة على عدم تدخل وزارة الداخلية فى أى أمر فنى متعلق بالانتخابات.
ومما لا شك فيه أن تلك الأهمية زادت مع الوقت حيث أصبح عدد المصريين الموجودين بالخارج كبيرا، بشكل جعل عملية تجاهل هؤلاء مستحيلة، لأنها ستحدث خللا غير طبيعى بين المصريين المؤهلين للانتخاب ككل، والمسجلين فى قاعدة بيانات الناخبين المتواجدين داخل مصر. هنا من المهم الإشارة إلى وجود نحو 14 مليون مصرى عامل فى الخارج بين الهجرة المؤقتة والهجرة الدائمة أو شبه الدائمة، وذلك وفقا لتصريح السفيرة سها الجندى وزيرة الهجرة والمصريين فى الخارج فى مؤتمر الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية فى 13 يوليو الماضى. وبطبيعة الحال يعتقد أن من هؤلاء على الأقل 8 ملايين مصرى مؤهل للانتخاب.
فى انتخابات الرئاسة الماضية والتى جرت عام 2018 جرى الانتخاب فى 124 دولة، وذلك فى 139 مقرًا انتخابيًا. اليوم قل عدد الدول بسبب ظروف وأوضاع لا علاقة لمصر بها. مثلا لم يعد هناك مقر انتخابى فى السودان بسبب الظروف الأمنية التى تجعل من المستحيل تنظيم الانتخابات حفاظًا على أرواح المصريين. فى الكيان الصهيونى أيضا لم يعد هناك مقر انتخابى كما كان الحال فى انتخابات الرئاسة 2018، والسبب انخفاض عدد المصريين فى هذا البلد الذى بدأ يهرب أبناؤه منهم إلى بلدان الشتات التى أتوا منها وغيرها من البلدان بسبب مُناخ عدم الاستقرار الذى أفرخته حكومات اليمين المتتالية فى هذا الكيان.
بشكل عام، يحدد عدد المقرات والدول التى سيجرى بها الانتخاب حسب كثافة تواجد المصريين فى تلك الدولة، والظروف الأمنية لتلك الدولة، والعلاقات الدبلوماسية بين مصر والدولة المعنية، وأيضا مساحة تلك الدولة. لكل هذه الظروف مجتمعة تتحدد المقرات الانتخابية. فمثلا فى المملكة العربية السعودية ورغم ضخامة عدد الناخبين مقارنة بأى دولة أجنبية أخرى، لا يوجد سوى مقرين فقط فى جدة والرياض. وعلى العكس فى دولة مثل سويسرا ورغم قلة عدد الناخبين وقلة مساحة الدولة، فإنه يمكن التسهيل على المصريين بوجود مقرين اثنين متاحين، وذلك فى برن وجنيف. ودولة كالإمارات العربية والمتحدة أمكن تأسيس مقرين وذلك فى دبى وأبو ظبى، بينما فى دولة كبيرة تعادل عشرات أضعاف دولة الإمارات من حيث المساحة كالصين أو استراليا، فإنه يوجد عدد أقل بكثير من المصريين يجعل هناك مقرين فى الأولى وثلاثة فى الثانية.. وهكذا.
لا شىء يطلب من الناخب فى تلك الانتخابات سوى إظهار جواز السفر المتضمن الرقم القومى أو بطاقة الرقم القومى نفسها، بعدها يقوم بالاقتراع، بوضع بطاقة الاقتراع مدون عليها رأيه فقط مطوية فى الصندوق, الذى سيشرف على الاقتراع فيه أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية.
نسبة المشاركة سيتحكم فيها بُعد المقر عن إقامة الناخب، وشعور الناخب باليقين أو عدم اليقين فى النتيجة، فكلما كان هناك اعتقاد بتأرجح المرشحين زادت المشاركة والعكس. أمر آخر يتحكم فى نسبة المشاركة وهو إدراك الناخب لنزاهة الانتخابات وضمانات حريتها. أمر مهم ثالث هو العلاقة النفسية الحاكمة بين الناخب وبين وطنه، حيث يرى كثيرين أن مصالحهم الرئيسة داخل بلدانهم الأم، فى حين يعبر آخرين أنهم فى أعين من هم بالداخل سوى وعاء للعملة الصعبة.
لا شىء يبطل الصوت فى تلك الانتخابات سوى ما هو معروف من كتابة اسم الناخب على الورقة، أو كتابة رأيه فى المرشحين، أو ترك البطاقة خالية، أو اختيار أكثر من مرشح.
عملية فرز بطاقات الاقتراع هنا تبدو سريعة. فأولا يلاحظ أن انتخابات الرئاسة هى كأستفتاء الدستور الذى يحتمل نعم أم لا، يكن التأشير فيها على اسم واحد من الأسماء الأربعة المرشحة. كما أن عدد المقرات الخاصة بالتصويت محدودة العدد. كل ذلك يسهل من إجراء عملية الفرز وسرعة عمليات الإحصاء وعد الأصوات.