توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

  مصر اليوم -

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

بقلم - عمرو هاشم ربيع

 

على عكس ما يعتبره الكثيرون فى العالم العربى نصرا للعرب والمسلمين أن تقوم إيران بضرب إسرائيل منذ عدة أيام بالمسيرات، يبدو أن الأمر غير ذلك. فكما عودتنا إسرائيل وحليفتها وسندها الرئيس، التى لولاها ما بقت، الولايات المتحدة الأمريكية، أن تستفيد من كل عمل على المديين القصير والطويل، حتى لو أضر بها مؤقتا هذا العمل فى المدى القريب. من هنا بدا الأمر مغايرا عما توقعه الكثيرون من عدة جوانب.

الجانب الأول، أن حرب غزة التى دخلت منذ أيام شهرها السابع، قلبت الموازين فى الرأى العام العالمى، لصالح القضية الفلسطينية، وكذلك لصورة إسرائيل السلبية التى باتت هى الصورة الأعم بسبب سياسة الإبادة الجماعية والفصل العنصرى والعقاب الجماعى وهدم المنازل والمستشفيات والمدارس فوق رءوس أصحاب الأرض.

هذا التغير يبدو أنه تعرض للاهتزاز تجاه عودة التعاطف مع الكيان الصهيونى الذى بات يروج مرة أخرى لكونه ضحية، وأن وجوده يتعرض للمخاطر.

صحيح أن إيران تعرضت لضربة قوية لبعثتها الدبلوماسية فى دمشق بفعل الإرهاب الصهيونى منذ أقل من ثلاثة أسابيع، لكنها للأسف لم تستثمر هى أو البلدان العربية ذلك لتشويه صورة إسرائيل لكونها دولة تنتهك اتفاقية فيينا للبعثات والحصانات الدبلوماسية عام 1961، فتغير على تلك البعثات الدبلوماسية، التى ظلت آمنة ويحترم وجودها الأعداء قبل الأصدقاء، مهما كانت حدة الخلافات بينهم.

الجانب الثانى، أن إسرائيل ترغب فى الحصول على الدعم العسكرى والعتاد الأمريكى والغربى، ليس فقط للتعويض عن خسائر غزة، بل لكونه استراتيجية ثابتة لضمان وجودها، حيث تقلص الدعم العسكرى الأوروبى لها بشكل واضح، لكن الدعم الأمريكى ظل باقيا رغم الحديث المتكرر عن ضرورة القيام بمراجعة صفقات الأسلحة المقررة للكيان الصهيونى داخل الكونجرس الأمريكى. هذه الضربة الإيرانية أدت فى الواقع إلى العودة للوراء، لأن إسرائيل روجت وما زالت لنفسها أنها فى أمَس الحاجة للدفاع عن نفسها أمام مخاطر إزالتها، وبالطبع سيجد الغرب ضالته وحجته فى العودة للدعم العسكرى بلا حساب، لو عرف أن القائم بتهديد إسرائيل هو إيران الطرف الأكبر الداعم للحركات والميليشيات التى تقلق مضاجع المصالح الغربية فى المنطقة، وكذلك بسبب الكثير من الإزعاج الذى يشكله البرنامج النووى الإيرانى للمصالح الأمريكية والصهيونية.

الجانب الثالث والأهم هو أن الولايات المتحدة ستسعى من خلال الضربة الإيرانية كى تغرس فى أذهان بلدان الخليج خاصة العربية السعودية أن التهديد الرئيس لها هو إيران. صحيح أن حدة المشكلات بين السعودية وإيران قد هدأت نسبيا بعد الاتفاق على تحسين العلاقات بين طهران والرياض والذى رعته بكين نهاية العام الماضى، لكن ما من شك فى أن هذا القلق الأمريكى سيعود مرة أخرى ليغرس فى ذهن بلدان الخليج العربية فكرة أن العدو الأول لهذه الدول هو إيران. المؤكد أن أهم نتائج ذلك المزيد من صفقات السلاح الأمريكى لتلك البلدان، وكذلك إظهار أن الرياض هى من سيلح أكثر من أى وقت مضى على واشنطن لتوقيع اتفاق تعاون استراتيجى بينهما، وكذلك الرياض بطائرات F35 المفاعل النووى للأغراض السلمية والأهم من كل ذلك تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، وهو التطبيع الذى أوقفته حرب غزة.

هكذا يبدو المشهد فى الأيام المقبلة مربكا ومعقدا إلى حد كبير، خاصة إذا ما قامت إسرائيل بالرد على إيران وقامت الأخيرة برد آخر خائب أو أكثر خيبة، رد لا يستتبع من خلاله لفت أنظار العرب والمسلمين إلى إيجابية هذا العمل بكونه قد حقق خسائر موجعة للكيان الصهيونى، ولم يكن مجرد ورقة توت لمنع إراقة ماء وجه النظام فى طهران ثانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران المستفيد الأول إسرائيل لا إيران



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon