توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

  مصر اليوم -

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

بقلم - عمرو هاشم ربيع

 

على عكس ما يعتبره الكثيرون فى العالم العربى نصرا للعرب والمسلمين أن تقوم إيران بضرب إسرائيل منذ عدة أيام بالمسيرات، يبدو أن الأمر غير ذلك. فكما عودتنا إسرائيل وحليفتها وسندها الرئيس، التى لولاها ما بقت، الولايات المتحدة الأمريكية، أن تستفيد من كل عمل على المديين القصير والطويل، حتى لو أضر بها مؤقتا هذا العمل فى المدى القريب. من هنا بدا الأمر مغايرا عما توقعه الكثيرون من عدة جوانب.

الجانب الأول، أن حرب غزة التى دخلت منذ أيام شهرها السابع، قلبت الموازين فى الرأى العام العالمى، لصالح القضية الفلسطينية، وكذلك لصورة إسرائيل السلبية التى باتت هى الصورة الأعم بسبب سياسة الإبادة الجماعية والفصل العنصرى والعقاب الجماعى وهدم المنازل والمستشفيات والمدارس فوق رءوس أصحاب الأرض.

هذا التغير يبدو أنه تعرض للاهتزاز تجاه عودة التعاطف مع الكيان الصهيونى الذى بات يروج مرة أخرى لكونه ضحية، وأن وجوده يتعرض للمخاطر.

صحيح أن إيران تعرضت لضربة قوية لبعثتها الدبلوماسية فى دمشق بفعل الإرهاب الصهيونى منذ أقل من ثلاثة أسابيع، لكنها للأسف لم تستثمر هى أو البلدان العربية ذلك لتشويه صورة إسرائيل لكونها دولة تنتهك اتفاقية فيينا للبعثات والحصانات الدبلوماسية عام 1961، فتغير على تلك البعثات الدبلوماسية، التى ظلت آمنة ويحترم وجودها الأعداء قبل الأصدقاء، مهما كانت حدة الخلافات بينهم.

الجانب الثانى، أن إسرائيل ترغب فى الحصول على الدعم العسكرى والعتاد الأمريكى والغربى، ليس فقط للتعويض عن خسائر غزة، بل لكونه استراتيجية ثابتة لضمان وجودها، حيث تقلص الدعم العسكرى الأوروبى لها بشكل واضح، لكن الدعم الأمريكى ظل باقيا رغم الحديث المتكرر عن ضرورة القيام بمراجعة صفقات الأسلحة المقررة للكيان الصهيونى داخل الكونجرس الأمريكى. هذه الضربة الإيرانية أدت فى الواقع إلى العودة للوراء، لأن إسرائيل روجت وما زالت لنفسها أنها فى أمَس الحاجة للدفاع عن نفسها أمام مخاطر إزالتها، وبالطبع سيجد الغرب ضالته وحجته فى العودة للدعم العسكرى بلا حساب، لو عرف أن القائم بتهديد إسرائيل هو إيران الطرف الأكبر الداعم للحركات والميليشيات التى تقلق مضاجع المصالح الغربية فى المنطقة، وكذلك بسبب الكثير من الإزعاج الذى يشكله البرنامج النووى الإيرانى للمصالح الأمريكية والصهيونية.

الجانب الثالث والأهم هو أن الولايات المتحدة ستسعى من خلال الضربة الإيرانية كى تغرس فى أذهان بلدان الخليج خاصة العربية السعودية أن التهديد الرئيس لها هو إيران. صحيح أن حدة المشكلات بين السعودية وإيران قد هدأت نسبيا بعد الاتفاق على تحسين العلاقات بين طهران والرياض والذى رعته بكين نهاية العام الماضى، لكن ما من شك فى أن هذا القلق الأمريكى سيعود مرة أخرى ليغرس فى ذهن بلدان الخليج العربية فكرة أن العدو الأول لهذه الدول هو إيران. المؤكد أن أهم نتائج ذلك المزيد من صفقات السلاح الأمريكى لتلك البلدان، وكذلك إظهار أن الرياض هى من سيلح أكثر من أى وقت مضى على واشنطن لتوقيع اتفاق تعاون استراتيجى بينهما، وكذلك الرياض بطائرات F35 المفاعل النووى للأغراض السلمية والأهم من كل ذلك تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، وهو التطبيع الذى أوقفته حرب غزة.

هكذا يبدو المشهد فى الأيام المقبلة مربكا ومعقدا إلى حد كبير، خاصة إذا ما قامت إسرائيل بالرد على إيران وقامت الأخيرة برد آخر خائب أو أكثر خيبة، رد لا يستتبع من خلاله لفت أنظار العرب والمسلمين إلى إيجابية هذا العمل بكونه قد حقق خسائر موجعة للكيان الصهيونى، ولم يكن مجرد ورقة توت لمنع إراقة ماء وجه النظام فى طهران ثانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران المستفيد الأول إسرائيل لا إيران



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon