توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موازنة التعليم بين الدولة والأسرة

  مصر اليوم -

موازنة التعليم بين الدولة والأسرة

بقلم - عمرو هاشم ربيع

بعد أيام قليلة يبدأ العام الدراسى الجديد، وتبدأ معه مشكلات جمّة، منها تكدس الفصول، وهى واحدة من أبرز أسباب غياب الطلاب عن المدرسة، خاصة فى المرحلة الثانوية، وتدهور حال المدرس بعد تعطل عمليات التدريب التى تقرر لها مبالغ طائلة أخذت كقروض لم يعرف أحد حتى الآن أين ذهبت؟ وإذا أضيف إلى كل ما سبق حال المنهج الذى ضاعت بسببه الهوية الوطنية، والقيم التى ما برحت الدول تكرسها فى مناهجها لأبنائها منذ الصغر.

إذا أضيف كل ذلك لاتضحت لنا واحدة من أهم المشكلات التى تعانى منها مصر (دولة ومجتمعا) اجتماعيا.

إحدى أبرز المشكلات الإجرائية التى نعانى منها ولم نجد لها حلا إلى الآن هى الإنفاق على التعليم، فكل بلدان العالم ترصد موازنة خاصة للتعليم، وتسعى دائما للارتقاء بتلك الموازنة عاما بعد عام، باعتبار التعليم هو الأداة التى تبنى بها الأمم، وهو- وليس ميادين المعارك الحربية- ميدان القتال الحقيقى بينها، لأنه لو حسن توظيفه لتحققت التنمية فى كافة المجالات، وفاقت الأمم من غفوتها وكبوتها وجثوها أمام الأمم الأكبر التى مردت على كسر إرادتها.

فى مصر يبدو أن العكس هو الحادث على طول الخط، فها هى دعوات تعديل الدستور التى تسعى لتعديل مدة الرئاسة، تكبل المواد الأخرى التى يراد تعديلها، ومنها موازنة التعليم والبحث العليم فى الدستور، ليس بغرض زيادتها، بل بغرض تخفيضها على حساب أمور كثيرة، يبدو أنها لا علاقة لها بمشكلات مصر الاجتماعية.

منذ أيام صرحت وزارة التعليم عن استراتيجية جديدة لتطوير التعليم فى مصر، وفى مقال الأسبوع الماضى ذكرنا أن تلك الاستراتيجية ليست مكتوبة، وأن المكتوب فقط هو ورقة للبنك الدولى قاصرة وعاجزة ولا تتماشى مع الواقع البيئى لمصر. منذئذ لم ترد الوزارة وتكذب ذلك، بل إن ما نسب للوزير منذ شهر وكتبته العديد من المواقع الإخبارية من أنه ينوى وضع كتاب سلاح التلميذ والأضواء على التابلت المسلم للتلاميذ، لم ينف، وهو كارثة بلا شك، أن تروج الوزارة للكتب الخارجية، وتهمل كتب الوزارة التى صرف عليها مليارات الجنيهات نظير الطبع. هى أيضا مشكلة لأنه من خلالها ستتمكن باقى الكتب الخارجية من مقاضاة الوزارة للمعاملة بالمثل، ناهيك عن أن مرجعية الطالب التى ما فتئت تعتمد على التلقين سترتبك بين مصدر المعرفة.

المشكلة الأكبر فى الإنفاق وهدر المال، هى عدم قدرة الوزارة على تعقب الدروس الخصوصية، وهى بالتأكيد عرض لمرض عضال فى التعليم. مرض يستنزف المليارات من دخل الأسرة، لصالح طغمة من أباطرة المدرسين وأرباب المراكز التعليمية، التى تفتح أبوابها فى عز النهار، والمدارس فارغة من الطلاب والمدرسين. هل يمكن لأحد أن يصدق أن الدولة التى نجحت بشكل منقطع النظير فى تعقب بؤر الإرهاب بعد 30 يونيو 2013، عاجزة عن تعقب هذه المراكز التى تعمل جهارا نهارا، لا رقيب ولا حسيب. هل عجزت الوزارة عن طرح بديل لتلك المشكلة، واتخاذ إجراءات لمنع تلك المهزلة.

إن واحدا من أسوأ الأمور التى يعانى منها قطاع الخدمات فى مصر، ومنه التعليم، هو الوعد بوضع استراتيجيات ضخمة لحلول لمشكلات عاجلة، وتلك الاستراتيجيات إما تستورد من الخارج، أو تتأخر بعد وعود لوضعها خلال شهور عدة بغية البقاء فى مقاعد الوزارة، والأهم من كل ذلك هو غياب أخذ رأى أولى الخبرة والتخصص فى وضعها. كلنا نتذكر أن وزير التعليم الأسبق وضع عام 2014 استراتيجية معتبرة لحل مشكلات التعليم، كلها فنت بخروجه من الوزارة، وأصبحنا الآن فى ذمة خطة البنك الدولى.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موازنة التعليم بين الدولة والأسرة موازنة التعليم بين الدولة والأسرة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon