توقيت القاهرة المحلي 21:08:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لمَ الخوف من اللامركزية فى المحليات؟

  مصر اليوم -

لمَ الخوف من اللامركزية فى المحليات

بقلم - عمرو هاشم ربيع

يبدو أن تأخر قانون الإدارة المحلية نابع من خوف من تطبيق اللامركزية. مؤشرات هذا الخوف بعضها شكلى وبعضها مضمونى. ففى الشكل صرح رئيس لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان فى أكثر من مناسبة أن مشروع القانون جاهز منذ نهاية الدور الأول من الفصل الحالى، أى منذ أكثر من 24 شهرا. وفى المضمون يبدو أن الخوف من مشروع القانون ومن ثم اللامركزية يأتى نتيجة الكم الهائل من الصلاحيات التى يمنحها الدستور والمشروع للمحليات. فالمشروع المعد ينص- كما يقول الدستور- على أن تكفل الدولة دعم اللامركزية الإدارية والمالية والاقتصادية، وينظم القانون وسائل تمكين الوحدات الإدارية من توفير المرافق المحلية، والنهوض بها. ويقول أيضا: تكفل الدولة توفير ما تحتاجه الوحدات المحلية من معاونة علمية، وفنية، وإدارية، ومالية، وتضمن التوزيع العادل للمرافق، وتحقيق العدالة الاجتماعية بين هذه الوحدات. من ناحية أخرى، يذكر الدستور أن للوحدات المحلية موازنات مالية مستقلة، يدخل فى مواردها ما تخصصه الدولة لها من موارد، وضرائب ورسوم ذات الطابع المحلى.

وبخصوص المحافظين فقد فتح الدستور الباب أمام انتخابهم هم ورؤساء الوحدات الإدارية المحلية الأخرى. ليس هذا فحسب بل إن الدستور انتقد الوضع الراهن للمجالس المحلية بتأكيده فى م (242) على استمرارية العمل بنظام الإدارة المحلية القائم إلى أن يتم تطبيق النظام المنصوص عليه فى الدستور، (وأضاف) بضرورة التدريج خلال خمس سنوات من نفاذ الدستور للوصول للامركزية. وهذه المادة الأخيرة تشير إلى أن مخالفة وقع فيها صانع القرار بعدم تعيين مجالس محلية إلى أن تنتخب مجالس جديدة كما ينص القانون الحالى. جدير بالذكر أن المجالس المحلية قد حلّت منذ 2011 ولم يعين بديل عنها، بالمخالفة للقانون.

يبقى السؤال: ما هى جدوى اللامركزية؟. أولاً اللامركزية لا تعنى الانفصال أو الحكم الذاتى، خاصة فى دولة شديدة المركزية مثل مصر. ثانيا، اللامركزية تتيح قدراً كبيراً من المسألة والمحاسبة للسلطات التنفيذية على الصعيد المحلى، ومن ثم فهى تحد بشكل كبير من فساد المحليات. ثالثا، إن اللامركزية من الناحية الاقتصادية، تعزز من قدرة المحليات على الاعتماد على الذات فى مواردها دون أن ترهق المركز فى تدبير احتياجات المحليات. وهى من الناحية الاجتماعية، تساهم فى الحد من الفقر من خلال إعادة توزيع الثروات على المستوى المحلى، وكذلك تقديم الخدمات التعليمية والصحية ورعاية المرأة والشباب. ومن الناحية الإدارية، تجهز (بضم التاء) اللامركزية على البيروقراطية فتدعم بشكل آلى الاستثمار، سواء ارتبطت بنقل السلطة أو اكتفت بمجرد تفويض السلطة. أما سياسياً، فإن اللامركزية تدرب المواطن على المشاركة، فتجعل منه شخصاً مسؤولاً وفاعلاً وقادراً على العطاء، وذلك سواء كان عضواً فى مجلس القرية أو المدينة أو المركز أو المحافظة، ناهيك عن أنها تجعل المواطن غير العضو فى تلك المجالس مهتماً باختيار ممثليه فى تلك المجالس، وقادراً على محاسبة الجميع سواء كانوا مشرعين محليين أو تنفيذيين محليين.

بإيجاز شديد أن اللامركزية تجعل المسؤولين التنفيذيين والمشرعين على المستوى المركزى بمنأى عن الضغوط، لأنها تنقل وربما تكتفى بتفويض آخرين بمسؤوليات جسام على المستوى المحلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمَ الخوف من اللامركزية فى المحليات لمَ الخوف من اللامركزية فى المحليات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon