توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

2018 عام ذوى الإعاقة.. ماذا حصدنا؟

  مصر اليوم -

2018 عام ذوى الإعاقة ماذا حصدنا

بقلم - عمرو هاشم ربيع

عام 2017 أعلنت القيادة السياسية عام 2018 عاما لذوى الإعاقة. يومئذ قدرت أعداد هؤلاء بنحو 10 ملايين. العدد لا شك كبير، لكنه يدخل فيه على ما يبدو جميع أنواع الإعاقات، الذهنية والجسدية. وهذان النوعان من الإعاقة يشملان كافة أنواع الإعاقة، فالإعاقة الذهنية تبدأ من مجرد التأخر العقلى وتصل إلى حد الاختلال العقلى الكامل. أما الإعاقة الجسدية فتشمل الإعاقة فى الحواس السمعية والبصرية وكذلك الحركية بمختلف أنواعها.

السؤال الآن ماذا فعلنا لذوى الإعاقة فى عامهم هذا؟

بداية أقر البرلمان قانونا خاصا لذوى الإعاقة، تنفيذا لما جاء فى دستور 2012 المعدل عام 2014 من ضرورة الاهتمام بتلك الفئة. وقد أقر القانون تأسيس مجلس أعلى يتولى شؤون ذوى الإعاقة. كما وضعت وزارة التضامن الاجتماعى لائحة تنفيذية سيقرها مجلس الوزراء خلال أيام. لكن على الرغم من كل ذلك ما زالت هناك مشكلات كثيرة لم تحل بعد. فبداية، ما زال هناك رفض فى معاملة المرأة بنفس معاملة الرجل فى الجمع بين المعاش والراتب. فالمرأة طالما متزوجة تحرم من هذا الجمع، على عكس الرجل، وهذه المشكلة لم تحل بعد.

فى مجال النقل، تظهر مشكلة أخرى، تتعلق بتجهيز وسائل المواصلات لخدمة ذوى الإعاقة، سواء بالنسبة لطرق الوصول إليها، أو لمقاعدهم داخلها، أو حتى بالنسبة لإعفاء سياراتهم المجهزة من الجمارك وتكلفة الانتقال فى المواصلات العامة. إعفاء السيارات وتكلفة الانتقال فى المواصلات العامة يبدو بها قدر معتبر من التفهم حتى قبل سن القانون. أما بالنسبة للتعليم، فتبدو المشكلة أعقد بكثير، لأنها تتوقف على درجة الإعاقة، ومدى الاتفاق على هذا التعريف بين مؤسسات التعليم العام والخاص. فمن خلال هذا الخلاف تتعرض تلك الفئة لمواقف معقدة لا حصر لها، أكثرها وطأة مسألة الدمج فى المدارس فى التعليم قبل العالى فيما يتعلق بالمعاقين ذهنيا، وتوافر السكن  الجامعى فى التعليم العالى، ناهيك عن الإعفاءات من مصروفات محددة بالنسبة للمعاقين. وفيما يتعلق بالدمج الاجتماعى للخلاص من حالة العوز، فهناك حاجة أكثر إلحاحا لانتشال المنتمين من هؤلاء لفئة الفقراء، لا سيما أن هناك تكلفة عالية يتحملها هؤلاء فى شراء الأجهزة التعويضية، وتربية الأبناء، وغيرها. وذلك رغم الجهود القائمة فى تمييز هؤلاء فى دفع الضرائب والتقدم لحجز السكن.

صحيا، تبرز مسألة الضعف الشديد فى التأمين الصحى للمعاقين. فرغم ضم هؤلاء لمنظومة التأمين الصحى الجديدة إلا أن قانون التأمين الصحى الجديد سوف يتم تجربته لسنوات فى أربع محافظات فقط، مايجعل مشكلة انتظارهم لإتمام تلك المنظومة كبيرة للغاية بسبب ظروفهم الصحية المميزة. فى الحقوق السياسية، فرغم أن هؤلاء يمثلون فى البرلمان بنظام الكوتة، ما أدى إلى أن المشرعين الممثلين لهم كان لهم الفضل فى تحريك قضية ذوى الإعاقة، إلا أن هذه الكوتة ستنتهى مع نهاية الفصل التشريعى عام 2020، ما ينذر بمحدودية أو قلة من يدافع عن مصالح هؤلاء. هناك أيضا حقوق هؤلاء فى الاقتراع، وعدم توافر الأماكن المناسبة فى غالبية لجان الاقتراع لممارسة حقهم فى التصويت فى الانتخابات. وهكذا يتبين أن حصاد ما مضى من العام 2018 ما زال يحتاج الكثير من الإجراءات.

نقلا عن المصرى اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2018 عام ذوى الإعاقة ماذا حصدنا 2018 عام ذوى الإعاقة ماذا حصدنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon