بقلم-عمرو هاشم ربيع
أحداث الفساد التى ظهرت مؤخرا تزكم الأنوف، كثيرون مردوا على استغلال ثغرات القوانين، أعوزتهم ثقافة مكافحة الفساد، فعادوا شركاء فيه، اتجهوا إلى توريط البعض فى أكل المال العام والخاص لعدم انكشاف أمرهم، على قاعدة الستر المتبادل.
مؤخرا، طالعتنا معلومات كثيرة عن الفساد فى رحلة المنتخب القومى لروسيا، ومستشفى الأطفال 57357، إلى الآن يسعى البعض للتجاوز عن الفساد الأول، بينما هناك بلاغ للنائب العام عن الواقعة الثانية.
الواقعة الأولى تديرها شركة اتصالات جديدة، قامت بتسفير البعض لتشجيع المنتخب القومى، وجميع من سافر من المنتمين للطبقة العليا، أى القادرين على تحمل نفقات السفر. لكن تشارك الطرفان فى أكل أموال الشعب، الأول بالحث والتشجيع وتستيف الأوراق والثانى بالقبول. أخرج البعض هناك لسانه لجمهور المشجعين ودافعى الضرائب فى بلادهم، من خلال تصريحات مستفزة يبدو أنها ستفتح الباب أمام تحقيقات واسعة، تنتظر الشركة الجديدة التى بدأت عملها بوقائع إهدار مال عام. المهم أيضا أنه قبل ذلك بأيام جرى على ما يبدو نوع من الستر المتبادل على وقائع إهدار مال عام داخل اتحاد الكرة بين أحد أعضاء الاتحاد الذى قاد بعثة المنتخب إلى روسيا وباقى أعضاء الاتحاد.
الواقعة الثانية المتعلقة بمستشفى الأطفال مؤسفة بكل المقاييس، فهناك بلاغ مقدم للنائب العام، بدعوى هدر أموال المتبرعين التى تجاوزت مليار جنيه سنويا، من خلال رواتب ومكافآت تخص إدارة المستشفى التى تبين أنها مجموعة من الأقارب والمحاسيب. الدعوى تشير إلى أن المنفق من المال على المكافآت والرواتب فاق نفقات العلاج، وهو أمر إن صح لدل على أننا أمام أزمة فى العمل الخيرى فى مصر. ومهما يكن من نتيجة التحقيقات، من المهم للغاية تغيير الطاقم الإدارى للمستشفى، كون بقاء وتكلس القيادات فى مناصبها لفترات طويلة يولد الفساد، حتى لمن هم من غير الفسدة.
وهكذا فإن تعقب الفساد أمر ضرورى مع تراجع مكانة مصر على سلم الشفافية (ترتيب رقم 117 من 180 دولة)، ما يفضى ضمن أمور أخرى لجلب الاستثمارات، وتحقيق رضاء عام للمواطن (دافع الضرائب) على مصير الأموال التى يدفعها لخزينة الدولة ولمؤسسات أخرى مقابل الخدمات التى تقدمها. هناك لا شك أماكن كثيرة تغوص فى هدر المال العام كمنجم السكرى، ومشروع توشكى، وهيئة الأوقاف، وغيرها وغيرها. فتح تلك الملفات، والإعلان عما بها من مشكلات، وتقديم المتجاوزين للمحاكمة، ووضع إصلاحات تشريعية لتجنب الثغرات التى يستثمرها الفسدة، هو من الأمور بالغة الأهمية.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع