توقيت القاهرة المحلي 08:55:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معهد التدريب البرلمانى

  مصر اليوم -

معهد التدريب البرلمانى

بقلم - عمرو هاشم ربيع

نظمت لائحة مجلس النواب الكثير من الأمور المتصلة بتنظيم البرلمان لعمله. لكنها فى هذا الشأن تأخرت كثيرا عن وضع بعض ما أتت به اللائحة موضع التنفيذ على الأرض. فممارسة النواب لحقوق الرقابة عبر آلية الاستجواب، والتأكيد على وضع مدونة لسلوك النواب، لايزالان بعد انعقاد 3 دورات للمجلس مجرد نص مكتوب غير مفعل، كأن مشكلات مصر قد انتهت بالنسبة لحجب ظهور الاستجوابات، أو اعتبر ذلك إنجازا سيضاف للمجلس أنه خلال الفصل التشريعى الحالى لم يكن مزعجا للحكومة على الإطلاق، أو أن مشكلات الأعضاء فى الغياب مثلا قد حلت، ومن ثم أصبح لا داعى لمدونة السلوك، التى تطال تلك المسألة الجوهرية التى عانى منها الأداء البرلمانى خلال هذا الفصل التشريعى، الذى يعج بعشرات الأمور التى تتطلب أغلبية محددة فى التصويت.

واحد من الأمور الجوهرية التى أضحت هى الأخرى مجرد نص على ورق ما نظمته لائحة المجلس من وجود «معهد التدريب البرلمانى». فاللائحة أكدت فى المواد من 418-423 على تأسيس وتنظيم عمل هذا المعهد، بحيث تكون وظيفته تدريب النواب وتطوير مهاراتهم التشريعية والرقابية، على اعتبار أن أغلبهم غير متخصصين بالضرورة فى أداء الوظيفة التمثيلية، الأمر الذى يجعل من المعهد آلية للارتقاء بمستوى النواب، عبر المحاضرات وورش العمل.

أهمية التطرق لموضوع المعهد مهم للغاية، ولو أنه جاء متأخرا بعد أن دخل الفصل التشريعى الحالى فى نصفه الثانى، لكن ما جعله مثارا الآن هو دعوات النقد التى تظهر بين الحين والحين لنواب البرلمان، وتهدف لمنعهم من حضور ورش العمل والندوات داخل وخارج مصر، بدعوى أنها ندوات تنظمها جهات مشبوهة، وكأن النواب لا يستطيعون التفرقة بين الغث والسمين، أو كأن الوطنية والحرص على أمن الدولة المصرية هما حكر على طرف دون آخر.

غاية القول إن تشغيل معهد التدريب البرلمانى أمر مهم، ولايزال فى الممكن لمنافسة تلك الجهات، باعتبار المنافسة هى الطريقة المتمدينة لمواجهة تلك الأنشطة خارج البرلمان، التى عادة ما تنظم من جهات تعترف بها الدولة المصرية، وتقر عملها، عبر قوانين الدولة.

الكثيرون لا يجدون غضاضة على ما يبدو فى اعتبار منع النواب، وعدم تشغيل المعهد البرلمانى، لا هدف منه سوى الرغبة فى جعل نفر معتبر من النواب مجرد نواب خدمات أو تسهيلات أو تمريرات. بعبارة أخرى، من هو المستفيد الأكبر من جعل نواب مصر قليلى الكفاءة، تعوذ مداخلاتهم الدقة، إن كانت لبعضهم مداخلات بداية، سوى شماتة الأغيار.

ما ذكر لا يعنى على الإطلاق أن الوقت نفد، فهناك الكثير من الوقت حتى نفعّل هذه المؤسسة المهمة المعتبرة التى جاءت فى لائحة البرلمان، وأمامنا بالتأكيد ثلة هائلة من الموضوعات التى ينقص النواب تدارسها والبحث فيها. فمع كل التقدير لهؤلاء، الذين منهم المهندس والطبيب ورجل الأعمال والمعلم وغيرهم وغيرهم من التخصصات التى يجهلها آخرون، إلا أن هناك أمورا أخرى بعيدة عن تخصصاتهم، ويرغبون بلا شك فى معرفتها، بدليل قبولهم الذهاب إلى الغير لتوفير ما شح به البرلمان.

المصدر : جريدة المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معهد التدريب البرلمانى معهد التدريب البرلمانى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon