توقيت القاهرة المحلي 21:08:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معهد التدريب البرلمانى

  مصر اليوم -

معهد التدريب البرلمانى

بقلم - عمرو هاشم ربيع

نظمت لائحة مجلس النواب الكثير من الأمور المتصلة بتنظيم البرلمان لعمله. لكنها فى هذا الشأن تأخرت كثيرا عن وضع بعض ما أتت به اللائحة موضع التنفيذ على الأرض. فممارسة النواب لحقوق الرقابة عبر آلية الاستجواب، والتأكيد على وضع مدونة لسلوك النواب، لايزالان بعد انعقاد 3 دورات للمجلس مجرد نص مكتوب غير مفعل، كأن مشكلات مصر قد انتهت بالنسبة لحجب ظهور الاستجوابات، أو اعتبر ذلك إنجازا سيضاف للمجلس أنه خلال الفصل التشريعى الحالى لم يكن مزعجا للحكومة على الإطلاق، أو أن مشكلات الأعضاء فى الغياب مثلا قد حلت، ومن ثم أصبح لا داعى لمدونة السلوك، التى تطال تلك المسألة الجوهرية التى عانى منها الأداء البرلمانى خلال هذا الفصل التشريعى، الذى يعج بعشرات الأمور التى تتطلب أغلبية محددة فى التصويت.

واحد من الأمور الجوهرية التى أضحت هى الأخرى مجرد نص على ورق ما نظمته لائحة المجلس من وجود «معهد التدريب البرلمانى». فاللائحة أكدت فى المواد من 418-423 على تأسيس وتنظيم عمل هذا المعهد، بحيث تكون وظيفته تدريب النواب وتطوير مهاراتهم التشريعية والرقابية، على اعتبار أن أغلبهم غير متخصصين بالضرورة فى أداء الوظيفة التمثيلية، الأمر الذى يجعل من المعهد آلية للارتقاء بمستوى النواب، عبر المحاضرات وورش العمل.

أهمية التطرق لموضوع المعهد مهم للغاية، ولو أنه جاء متأخرا بعد أن دخل الفصل التشريعى الحالى فى نصفه الثانى، لكن ما جعله مثارا الآن هو دعوات النقد التى تظهر بين الحين والحين لنواب البرلمان، وتهدف لمنعهم من حضور ورش العمل والندوات داخل وخارج مصر، بدعوى أنها ندوات تنظمها جهات مشبوهة، وكأن النواب لا يستطيعون التفرقة بين الغث والسمين، أو كأن الوطنية والحرص على أمن الدولة المصرية هما حكر على طرف دون آخر.

غاية القول إن تشغيل معهد التدريب البرلمانى أمر مهم، ولايزال فى الممكن لمنافسة تلك الجهات، باعتبار المنافسة هى الطريقة المتمدينة لمواجهة تلك الأنشطة خارج البرلمان، التى عادة ما تنظم من جهات تعترف بها الدولة المصرية، وتقر عملها، عبر قوانين الدولة.

الكثيرون لا يجدون غضاضة على ما يبدو فى اعتبار منع النواب، وعدم تشغيل المعهد البرلمانى، لا هدف منه سوى الرغبة فى جعل نفر معتبر من النواب مجرد نواب خدمات أو تسهيلات أو تمريرات. بعبارة أخرى، من هو المستفيد الأكبر من جعل نواب مصر قليلى الكفاءة، تعوذ مداخلاتهم الدقة، إن كانت لبعضهم مداخلات بداية، سوى شماتة الأغيار.

ما ذكر لا يعنى على الإطلاق أن الوقت نفد، فهناك الكثير من الوقت حتى نفعّل هذه المؤسسة المهمة المعتبرة التى جاءت فى لائحة البرلمان، وأمامنا بالتأكيد ثلة هائلة من الموضوعات التى ينقص النواب تدارسها والبحث فيها. فمع كل التقدير لهؤلاء، الذين منهم المهندس والطبيب ورجل الأعمال والمعلم وغيرهم وغيرهم من التخصصات التى يجهلها آخرون، إلا أن هناك أمورا أخرى بعيدة عن تخصصاتهم، ويرغبون بلا شك فى معرفتها، بدليل قبولهم الذهاب إلى الغير لتوفير ما شح به البرلمان.

المصدر : جريدة المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معهد التدريب البرلمانى معهد التدريب البرلمانى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon