توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستعداد لـ2022.. المحليات

  مصر اليوم -

الاستعداد لـ2022 المحليات

بقلم - عمرو هاشم ربيع

المحليات هى مربط الديمقراطية فى أى من النظم السياسية المتمدينة. وبالمقابل هى أساس التخلف السياسى للعديد من النظم الرجعية والشمولية. من هنا تأتى المحليات كنقطة جوهرية فى البرنامج المفترض أن يكون للرئيس السيسى، بغية الاستعداد لانتخابات 2022، التى يرتجى منها أن تكون انتخابات حقيقية وليست صورية، انتخابات تنافسية غير معلومة وغير متوقعة النتائج كتلك الانتخابات التى تجرى بعد عدة أيام.

وللمحليات فى مصر سمة خاصة ومميزة مقارنة بغيرها فى النظم السياسية المقارنة. فمصر من أعتى الدول المركزية الضاربة فى أعماق التاريخ وعبابه، ومن ثم فإن نظم الحكم المتواترة عليها كثيرا ما كان حديثها عن الحكم المحلى مجرد كلام إعلامى ومرسل، يقصد به الاستهلاك اللفظى والدعائى، حتى لو اشتملت القوانين والدساتير المتعاقبة منذ عقود على العبارات الشهيرة «اللامركزية-نقل السلطة-...إلخ». إذ إنها فى النهاية كانت تفضى العملية السياسية فيها إلى إدارة محلية بامتياز.

ولأن القرية أو المركز أو المدينة أو المحافظة هى الأسس الرئيسة للوحدات المحلية، فإن دعم تلك الوحدات على المستويين التنفيذى والشعبى- هو ما يجلب التنمية للمحليات على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

هناك مقترحات كثيرة لدعم المحليات ولدورها التنموى، منها اقتراح الرئيس السيسى فى برنامجه الشفهى فى انتخابات 2014، وهو مقترح سبقه له كثيرون من خبراء التنمية المحلية القدامى، وهو إعادة تقسيم المحافظات مرة أخرى، وجعل كلا منها تتضمن ظهيرا صحراويا وظهيرا شاطئيا على النيل أو البحرين الأحمر والمتوسط.

العمل على انتشال المحليات من بؤر الفساد الذى تعج به نتيجة مناخ الفقر المدقع فى العديد من المحافظات- هو سبيل آخر للخروج بالمحليات من دائرة العوز والحاجة إلى المركز فى كل كبيرة وصغيرة، وهذا الأمر يرتبط بما سبق ذكره من إعادة رسم جغرافية المحافظات، بحيث لا تحتاج دوما للمركز فى تنمية مواردها، وبحيث يكون هناك نوع من توزيع الموارد والثروات فوق الأرض وفى باطنها على المحافظات المختلفة.

يرتبط بما سبق مباشرة، دعم سلطة المحافظات على مواردها، بحيث تنخفض حاجتها للمركز كلما احتاج الأمر لعائد تنموى يقتضى ذلك. هنا يشار إلى أنه من الأهمية إطلاق يد المحليات فى جلب الموارد والضرائب المحلية لصالح تنمية المحافظة، دون أن يفضى ذلك لفكاكها من الأجهزة الرقابية المركزية والمحلية.

أحد الأمور الرئيسية التى تساعد أيضا على انتشال المحليات من كبوتها، العمل على إعادة توزيع السلطة بينها وبين المركز، يحدث ذلك عبر إنهاء مسألة التفويض القائمة بين الطرفين، وتحويلها إلى نقل للسلطة ونقل للصلاحيات إلى المحافظات. من غير الملائم على الإطلاق أن يترك للمحافظين مسؤوليات بلا سلطات، ما يجعل الكثيرين عازفين عن قبول تلك المناصب «الورقية». هنا يشار إلى أنه من الأهمية بمكان إنهاء احتكار السلطة للمركز بوزاراته المختلفة السيادية والخدمية، تاركة المحافظ خالى الوفاض. وبالمقابل لا يمكن المطالبة بنقل السلطة والصلاحيات من المركز للمحافظة، وفى ذات الوقت هناك احتكار للسلطة من قبل المحافظة فى مواجهة الوحدات المحلية الأدنى كالمدينة والمركز والقرية.

إحدى أهم الآليات للرقى بالمحليات وجود مجالس شعبية على قدر من المسؤولية، ترفع العبء عن نواب البرلمان ودورهم الدخيل عليهم والمجبرين على أدائه كنواب خدمات. منح الصلاحيات التشريعية والرقابية لممثلى تلك المجالس فى كافة الوحدات المحلية (المحافظة- المدينة- المركز- القرية)- يدعم رقى تلك الوحدات، بعد قيامها على أسس ديمقراطية سليمة. هنا من الأهمية سرعة تنظيم انتخابات تلك المجالس الموعودة من قبل الرئيس عام 2017 دون تحقيق هذا الوعد لأسباب غير معلومة.

بهذه المقترحات ومقترحات أخرى، يمكن الارتقاء بالمحليات، وجعلها أداء للتجنيد السياسى، وعملية يتم من خلالها تدريب المواطنين بالمحليات على ممارسة السلطة والعمل السياسى، ما يمكن هؤلاء من الترشح بكثافة للمناصب القيادية المنتخبة، ومنها انتخابات الرئاسة لعام 2022.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستعداد لـ2022 المحليات الاستعداد لـ2022 المحليات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon